وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب يدعو "الأشقاء العرب لكبح جماح إسرائيل" لاستعادة الهدوء في الجنوب / صورة: AA (AA)
تابعنا

وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، عقب مباحثات بينهما في بيروت: "ندعو أشقاءنا العرب لكبح جماح إسرائيل لإعادة الهدوء إلى جنوب لبنان"، حسبما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

ودعا الوزير اللبناني لـ"الضغط على إسرائيل لتثبيت الهدوء في جنوب لبنان"، مؤكداً تمسك بلاده بتمديد مهمة يونيفيل (قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة)"، ومشيراً إلى أن "عودة الهدوء لا تقتصر على وقف العدوان، وإنما أيضاً على تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل شامل وكامل".

وشدد بوحبيب على أن "لبنان يعوّل على دور مصر المحوري إقليمياً ودولياً، لممارسة الضغوط على إسرائيل لإلزامها تنفيذ هذا القرار بجميع مندرجاته"، في إشارة إلى القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع في 11 أغسطس/آب 2006، ويدعو لوقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل.

ودعا القرار المذكور إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات "يونيفيل" الأممية.

وأكد بوحبيب أن "ما يجمع لبنان ومصر ليس مجرد قرب في الجغرافيا ومياه بحر واحد نتشاطرها، بل علاقات وروابط تاريخية قوية"، لافتاً إلى أن "زيارة وزير الخارجية المصري في هذا الوضع الدقيق والخطير الذي يمر به لبنان والمنطقة، تأكيد إضافي لوقوف مصر إلى جانب لبنان ودعمها له".

وشدد بوحبيب على أن "لبنان الذي يواجه عدواناً إسرائيلياً أودى بحياة مئات المدنيين، يعوّل على الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر، مشكورةً، لوضعِ حد لهذا العدوان والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".

وقال إن "انخراط مصر في محادثات الدوحة (التي جرت الخميس والجمعة) يعد تجسيداً لحرصكم على وقف القتل والدمار الذي تمارسه إسرائيل في غزة، وخفض التصعيد الإقليمي، وتجنيب المنطقة الغرق في مستنقع حرب قد تكون مدمرة".

والجمعة، أعلن الوسطاء في محادثات وقف إطلاق النار على قطاع غزة، أن الولايات المتحدة قدّمت مقترحاً جديداً لتقليص الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس، وأن جولة جديدة ستُعقد قبل نهاية الأسبوع المقبل في القاهرة.

وأضاف وزير الخارجية اللبناني: "من المسائل المهمة أيضاً لتثبيت الهدوء في جنوب لبنان قوات يونيفيل، ونحن على بُعد أيام قليلة من تصويت مجلس الأمن على تمديدِ ولاية قوة الطوارئ الدولية".

وتابع: "نعيد التأكيد والتشديد على موقف لبنان المتمسك بتمديد ولاية هذه القوة لسنة جديدة، ونتمنى من أعضاء مجلس الأمن الموافقة على هذا التمديد، كما نعوّل على مصر لدعم موقف لبنان ومسعاه في هذا الشأن".

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري إن "المنطقة تمر بأزمات عدة، ونخشى أن تكون لها انعكاسات سلبية على استقرار لبنان". وأكد عبد العاطي أن "القاهرة ستفعل كل ما يلزم لتفادي أي انفجار للأوضاع أو تصعيد غير مسبوق في لبنان".

وتأسست "يونيفيل" في 1978 ومن مهامها مراقبة وقف "الأعمال العدائية" بين لبنان وإسرائيل، كما جرى توسيع ولايتها من خلال القرار 1701 الذي صدر صيف 2006، عقب حرب استمرت 33 يوماً بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يزال يحتل جزءاً من الأراضي اللبنانية.

وفي 31 أغسطس/آب 2023، مدد مجلس الأمن الدولي، مهمة قوات "يونيفيل" في لبنان عاماً واحداً، حتى 31 أغسطس/آب 2024، مع مواصلة التنسيق مع حكومة البلاد.

وتشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية توترات متزايدة تبعث على تخوفات من امتداد الحرب الإسرائيلية على غزة واتساعها إلى نزاع إقليمي، في ظل تأهب تل أبيب لرد من إيران وحزب الله على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل وهنية، وتبني تل أبيب اغتيال القيادي البارز في حزب الله، فؤاد شكر، أواخر يوليو/تموز الماضي.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، قصفاً يومياً عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم في الجانب اللبناني.

وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حرباً تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلّفت أكثر من 132 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.​​​​​​​

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً