وقال شهود عيان، إن ضربة جوية استهدفت صباح اليوم، الضاحية الجنوبية لبيروت، وشوهد تصاعد دخان كثيف من المنطقة.
يأتي ذلك بعد ساعات قليلة من شن الطيران الحربي الإسرائيلي ما لا يقل عن 40 غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت. واستهدفت الغارات المتتالية مباني في مناطق الكفاءات والشويفات والحدث والليلكي في الضاحية. وأظهرت الصور المباشرة اشتعال حرائق في عدد من المباني المستهدفة. ولا تزال النيران مشتعلة منذ ساعات في منطقة "بئر حسن" بالضاحية الجنوبية.
وزعم جيش الاحتلال أن الغارات تستهدف "وسائل قتالية لحزب الله تحت أبنية مدنية بالضاحية الجنوبية". كما ادعى استهداف "مواقع لصناعة السلاح وأبنية تضم وسائل قتالية متقدمة ومقار رئيسية للحزب".
وتحدثت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية صباح اليوم، عن تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي فوق قرى قضائَي صور وبنت جبيل جنوبي لبنان. وأعلن جيش الاحتلال في وقت مبكر من صباح اليوم "استهداف قائد الوحدة الصاروخية لحزب الله في جنوب لبنان محمد علي إسماعيل ونائبه حسين أحمد إسماعيل والقضاء عليهما".
تزامناً مع ذلك، تعرضت مدينة بعلبك وبلدة الخضر في البقاع شرقي لبنان، لغارات إسرائيلية مكثفة. وادّعى جيش الاحتلال أنه قصف أهدافاً تابعة لحزب الله في سهل البقاع.
وتوزعت استهدافات الطيران الإسرائيلي على عدة مناطق في لبنان، ووفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية استهدفت الغارة منزلاً يقطنه نازحون، ما أدى إلى سقوط 8 قتلى. وفي جبل لبنان أيضاً، شن الطيران الإسرائيلي غارة على المنطقة الجردية بقضاء فقرا كسروان. وشرقاً شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات عنيفة على بلدات في البقاع الأوسط، شملت رياق وسهل الكرك، إلى جانب المرتفعات بين بلدتي قمّل التويتي وحزرتا، حسب الوكالة اللبنانية.
في سياق متصل، اخترق الجيش الإسرائيلي صباح السبت ترددات برج مراقبة مطار بيروت الدولي، وهدد باستهداف طائرة مدنية إيرانية حال هبوطها في المطار. وأفادت مصادر بوزارة الأشغال والنقل اللبنانية لمراسل بأن وزير الاشغال والنقل اللبنانية علي حمية أوعز إثر ذلك بالطلب من الطائرة الإيرانية عدم الهبوط بمطار بيروت وتجنب دخول الأجواء اللبنانية.
استنفار بالمستشفيات
في غضون ذلك تستعد المستشفيات الواقعة في الضاحية الجنوبية لإجلاء مرضاها إلى مستشفيات المناطق غير المتضررة من العدوان الإسرائيلي.
ودعت وزارة الصحة اللبنانية في بيان "مستشفيات بيروت وجبل لبنان والمناطق غير المتضررة من العدوان الإسرائيلي إلى التوقف حتى نهاية الأسبوع المقبل عن استقبال الحالات الباردة غير الطارئة، وذلك لإفساح المجال لاستقبال المرضى الموجودين في مستشفيات الضاحية الجنوبية لبيروت التي ستُخلى بسبب تطورات العدوان".
ومنذ الاثنين يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، أسفر حتى صباح الجمعة عن 726 قتيلاً بينهم أطفال ونساء، و2173 جريحاً، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية.
وبلغ عدد النازحين الذين سجّلتهم في مراكز الإيواء المعتمدة غرفة العمليات الوطنية في لبنان حتى مساء الجمعة، 86 ألفاً و600 نازح، فيما بلغ عدد مراكز الإيواء 644، تشمل مدارس رسمية ومجمعات تربوية ومعاهد مهنية ومراكز زراعية وغيرها موزعة في مختلف المحافظات، وفق وحدة إدارة مخاطر الكوارث بالحكومة اللبنانية.
