منصّة تسليم المحتجزين الإسرائيليين برفح / صورة: AA (AA)
تابعنا

وفي وقت سابق اليوم، سلّمت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس 6 محتجزين إسرائيليين، اثنان منهم في رفح (جنوب) و4 آخرين في النصيرات (وسط) ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

في رفح، رفعت "القسام"، على المنصة التي جرى عليها تسليم محتجزين إسرائيليين، صورة قائدها العام الشهيد محمد الضيف مرفقة بعبارته الشهيرة "نستطيع أن نغير مجرى التاريخ"، التي أعلنها خلال بداية معركة "طوفان الأقصى".

وتحدث الضيف بتلك العبارة خلال لقطات بثتها قناة الجزيرة القطرية في برنامج "ما خفي أعظم"، إذ قال وهو يقف مع عسكريين آخرين أمام خريطة كبيرة لقطاع غزة والمستوطنات الإسرائيلية بمحيطه: "ممكن أن نتقدم، ويكون في نوع من المبادرة، بحيث نستطيع أن نغير في مجرى التاريخ كله".

جاء ذلك خلال وضع الضيف اللمسات الأخيرة على تنفيذ خطة "طوفان الأقصى" قبل أيام من انطلاقها، وفق ما أفاد به مقدم البرنامج تامر المسحال.

بينما حملت اللافتة الرئيسية التي رفعت على المنصة عبارة "نحن الطوفان.. نحن البأس الشديد".

وحملت اللافتة صوراً أيضاً لموقع كرم أبو سالم العسكري حيث حرى احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط منه بعملية أطلقت عليها اسم "الوهم المتبدد" عام 2006، بجانبه صورة للمحتجز الإسرائيلي هدار غولدن الذي احتجزته "القسام" في حرب صيف 2014.

وفي أسفل المنصة، وضعت القسام لافتة كتب عليها "وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق" مرفقة بصور لعمليات نفذتها فصائل فلسطينية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

واستعرضت القسام أيضاً أسلحة إسرائيلية اغتنمتها خلال عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ جعلت فوهاتها للأسفل، وكأنها رسالة إلى إسرائيل بتنكيس أسلحتهم.

وقالت صحيفة "معاريف" العبرية: "على مسرح إطلاق سراح الأسرى في رفح، وفي تحدّ، جرى عرض أسلحة استولت عليها حماس من بلدات بمحيط غزة، بما في ذلك أسلحة تابعة لقوات حماية تلك البلدات"، على حد تعبيرها.

مزدوجو الجنسية من بين المحتجزين

أما في مخيم النصيرات، حيث سيتم تسليم المحتجزين الأربعة، وضعت "القسام" لافتة رئيسية كتبت عليها باللغات الثلاث العربية والعبرية والإنجليزية "الأرض تعرف أهلها.. مِن الأغراب مزدوجي الجنسية". وعلى يسار هذه اللافتة صورة لشجرة تظهر جذورها في الأرض وفي منتصفها يلتف العلم الفلسطيني.

وخلال عملية "طوفان الأقصى"، احتجزت "القسام" عدداً من الإسرائيليين الذين يحملون جنسيات مزدوجة، دون معرفة عددهم.

هؤلاء الإسرائيليون الذين جرى احتجازهم مثلوا نموذجاً أو عينة للمجتمع الإسرائيلي الذي يحتفظ عدد كبير منهم بجنسيات أخرى إلى جانب الإسرائيلية.

وحسب تقديرات إسرائيلية نشرت العام الماضي، فإنه يوجد أكثر من مليون مستوطن إسرائيلي يحملون جنسيات أجنبية، معظمهم من المواطنين الأوروبيين أو الأمريكيين.

وكان موقع "ماكور ريشون" العبري قد نقل عن أيالون كاسيف، الرئيس التنفيذي لشركة كامبوس باس، وهي شركة تساعد في الحصول على الجنسية الأوروبية قوله: "أكثر من نصف مليون إسرائيلي يحملون حالياً جنسية أوروبية مزدوجة بالإضافة إلى الجنسية الإسرائيلية".

وأضاف: "يمتلك أكثر من مليون إسرائيلي جواز سفر أجنبياً، وإلى جانب النصف مليون إسرائيلي الذين يحملون الجنسية الأوروبية، يوجد نحو نصف مليون إسرائيلي آخرين يحملون جنسيات أجنبية إضافية، نصفها أمريكية".

وتعد رسالة "القسام" حلقة في سلسلة الرواية الفلسطينية التي ترى أن المجتمع الإسرائيلي "مخترع" ويفتقد للأصالة والهوية القومية الراسخة، فيما يتكون من مجموعات وشرائح جرى جلبها من جنسيات متعددة كي تشكل بصورة غير طبيعية مجتمعاً جديداً بهوية جديدة على الأرض الفلسطينية.

كما تهدف هذه الرسالة إلى دحض الرواية الصهيونية التي قدمت الإسرائيليين "يهوداً عادوا إلى أرض الميعاد (فلسطين)"، لكن مع أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسر عدد من الإسرائيليين مزدوجي الجنسية جرى تقديم هؤلاء إلى العالم على أنهم مواطنون روس وأمريكان وبريطانيين وغيرهم من الجنسيات.

في المقابل، يرفض الفلسطينيون خطط التهجير من أرضهم والتخلي عن هويتهم الفلسطينية الوحيدة فيما يؤكدون حقهم في إقامة الدولة المستقلة وتقرير المصير رغم أن المأساة التي تعرضوا لها مضاعفة بمئات المرات مقارنة بما واجهه الإسرائيليون.

ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوماً، على أن يجري التفاوض في الأولى لبدء الثانية.

وفي المرحلة الأولى من الاتفاق تنص البنود على الإفراج تدريجياً عن 33 إسرائيلياً محتجزاً بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً