وقالت هيئة البث العبرية الرسمية، إن "قوات الجيش الإسرائيلي تعمل وسط السكان السوريين في القرى القريبة من الحدود".
وقال مراسل هيئة البث إيتاي بلومنتال، في تقرير مصور من داخل الأراضي السورية: "للمرة الأولى منذ 50 عاماً وبعد 4 أيام على سقوط نظام الأسد، دخلنا صباح اليوم (الأربعاء) مع قواتنا المنطقة العازلة على حدود هضبة الجولان (السورية المحتلة)".
ونقل المراسل عن أحد جنود الاحتياط من سكان مستوطنة "كيشيت" بالجولان المحتل، قوله: "اعتدنا رؤية هذا التل من الجانب الإسرائيلي للحدود، لكن في الأيام الأخيرة أراه من كثب من هنا، وهذه متعة بالغة".
ومن داخل قرية كودنة، قال المراسل: "نحن هنا من أمام موقع للجيش السوري، يمكن رؤية العلم هنا، لكن الآن من يوجدون هنا هم جنودنا من الكتيبة 101 لواء المظليين".
وأظهر الفيديو مشهداً لعدد من الجنود الإسرائيليين في القرية وهم يجلسون أمام نيران أوقدوها بغرض التدفئة.
ونقل المراسل عن العقيد بيني كيتا، قائد قوات تشكيل الجولان "474" بجيش الاحتلال قوله: إن "الأحداث السريعة التي وقعت هنا قبل أيام وسقوط النظام، أوجدت واقعاً في الجانب الآخر (السوري) إذ لا يوجد من نتعامل معه، لذلك تقدمنا ونشرنا القوات، وسيطرنا على منطقة مهمة تطل على المنطقة العازلة".
غياب التهديد
وقال مراسل الهيئة: "قبل أقل من أسبوع كان في هذا الموقع العسكري (بالقرية) جنود سوريون، جعلهم الفرار السريع من هنا بعد سقوط نظام الأسد، يتركون الكثير من الأغراض بما في ذلك، وثائق وعتاد عسكري".
ووفق ما أظهرته مقاطع الفيديو، تنتشر في القرية السورية، دبابات إسرائيلية من طراز "ميركافا 4"، تابعة للواء المدرع 188.
من جانبه، قال مراسل إذاعة جيش الاحتلال دورون كادوش: "انظر إلى هذا الموقع العسكري السوري -تل كودنة- جرى الاستيلاء عليه من دون إطلاق رصاصة واحدة".
وتابع: "في غضون 24 ساعة بعد سقوط نظام الأسد، كان الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة وبدأ بالاستيلاء على المواقع العسكرية السورية والتمركز فيها. لسنوات نراقب هذه المواقع ونجمع معلومات استخباراتية عنها، وبين عشية وضحاها نحتلها من دون أي مقاومة".
ولفت كادوش، إلى أن جيش الاحتلال وضع بنية تحتية لوجستية في المناطق التي احتلها بسوريا، و"جلب بالفعل حاويات بها مراحيض وحمامات ومطبخ صغير"، مشيراً إلى أن ذلك يذكّره بما يفعله جيش الاحتلال الإسرائيلي في ممر نتساريم وسط قطاع غزة.
البقاء لفترة طويلة
وأشار تقرير مراسل هيئة البث إلى أن قرية كودنة والمواقع العسكرية السورية المجاورة "تقع خارج المنطقة العازلة، خلف خط برافو (أي في كامل الأراضي السورية ذات السيادة)".
وأضاف: "بمعنى آخر، يسمح الجيش الإسرائيلي لنفسه أيضاً بتجاوز المنطقة العازلة قليلاً، عندما يتعلق الأمر بالسيطرة على مناطق مرتفعة ذات أهمية لمراقبة الفضاء السوري".
وأردف: "قد يجد الجيش الإسرائيلي نفسه منجذباً إلى البقاء لفترة طويلة في الميدان مع العديد من القوات، ويمكن تقدير أنها مسألة وقت فقط حتى يصل إلى المنطقة أولئك الذين لا يرغبون في وجود الجيش الإسرائيلي هنا".
والاثنين، قالت إذاعة جيش الاحتلال، إن قوات الجيش توغلت براً في المنطقة العازلة مع سوريا، واستمرت في تنفيذ هجمات جوية واسعة بقنابل ثقيلة على أنحاء البلاد، مستغلة الإطاحة بالنظام السوري.
كما أعلنت تل أبيب انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا لعام 1974، وانتشار جيش الاحتلال في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في هضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
وفجر 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاماً من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.