وقال المسؤول الأمريكي في رد خطي لسؤال وجّهه إليه مراسل الأناضول حيال موقفه من استشهاد المصور الصحفي المتعاون مع الوكالة التركية أبو نبهان: "نشعر بقلق عميق إزاء مقتل عدد غير مسبوق من الصحفيين في غزة"، وأضاف: "نعرب عن خالص تعازينا للصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا أو أُصيبوا في غزة خلال هذه الحرب".
ورغم معرفته الجيدة بالانتهاكات الإسرائيلية حيال الصحفيين في غزة، ذكر المتحدث أن بلاده "تواصل التعاون مع إسرائيل بشأن أهمية حماية الصحفيين وجميع المدنيين في أثناء الصراع"، مؤكداً أن الصحفيين العاملين في غزة ومناطق الصراع يؤدون واجباً مهماً للغاية.
إدانات فلسطينية
من جهتها، اتهمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، في بيان، إسرائيل "بتعمّد مواصلة استهداف الصحفيين في قطاع غزة لطمس الحقيقة وتغطية جرائمها بحق الشعب الفلسطيني".
وقالت النقابة الفلسطينية إن "استشهاد الزميل أبو نبهان هو جزء من سياسة الاستهداف المنهجي، التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذها ضد الصحفيين الفلسطينيين".
وحمّل البيان، الاحتلال الإسرائيلي "المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة"، ودعا المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل لوقف الاعتداءات المتواصلة على الصحفيين الفلسطينيين، وحماية الإعلاميين من هذا الاستهداف المتزايد".
بدوره جدد مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين بغزة "استنكاره الشديد لاستهداف الصحفيين الفلسطينيين، الذي يرتقي إلى جرائم ممنهجة تُعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي".
وحمّل "الحكومة الإسرائيلية والدول الداعمة لها مثل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن جرائم قتل الصحفيين واستهدافهم".
كما نعى منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، في بيان "الصحفي سائد أبو نبهان، ليجدد العهد لأرواح فرسان الإعلام الفلسطيني الذين كتبوا بدمائهم لفلسطين على مواصلة دربهم". واستنكر "الصمت والعجز الدولي عن حماية الصحفيين الفلسطينيين وتمكينهم من أداء واجبهم المهني وفقاً للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية".
وطالب صحفيون السبت، في قطاع غزة المجتمع الدولي والهيئات الدولية بحمايتهم من الاستهدافات الإسرائيلية خلال تغطيتهم الحرب على غزة، وذلك في مراسم وداع وتشييع زميلهم الشهيد سائد نبهان، حسبما أظهرت مشاهد نشرها نشطاء.
واستُشهد المصور الصحفي الفلسطيني سائد أبو نبهان أمس الجمعة، برصاص قناص إسرائيلي في أثناء القيام بعمله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وباستشهاده يرتفع عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين إلى 203 جراء الإبادة الإسرائيلية المستمرة في غزة للشهر الـ16 على التوالي، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، أمس الجمعة.
وحمّل المكتب الإعلامي "الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل: المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجريمة النَّكراء الوحشية".
وطالب المكتب "المجتمع الدولي والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل الدول بإدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية".
ومنتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشف تقرير لمنظمة "مراسلون بلا حدود" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤول عن ثلث الوفيات غير الطبيعية للصحفيين في جميع أنحاء العالم خلال عام 2024. وذكر التقرير أن واحداً من كل ثلاثة صحفيين في العالم فقد حياته تحت قنابل جيش الاحتلال الإسرائيلي، 16 منهم استُشهدوا في قطاع غزة و2 في لبنان.
وأفاد الاتحاد الدولي للصحفيين، مقره في بروكسل، في منشور سابق، أن 104 صحفيين وعاملين في المجال الإعلامي قُتلوا في 2024، أكثر من نصفهم في غزة. وأكد الاتحاد أن غزة تعد "واحدة من أخطر الأماكن" بالنسبة للصحفيين، فقد سجلت 55 حالة وفاة في 2024.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.