وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، في بيان اليوم الخميس، إن جيش الاحتلال ارتكب 8 مجازر ضد العائلات في القطاع وصل منها إلى المستشفيات 81 شهيداً و188 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأفادت الوزارة بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 46 ألفاً و788 شهيداً و110 آلاف و453 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأشارت إلى أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
"يوم قاسٍ" في مدينة غزة
في وقت سابق اليوم الخميس، أعلن متحدث جهاز الدفاع المدني محمود بصل، استشهاد 73 فلسطينياً بينهم 20 طفلاً و25 امرأة في القطاع، منهم 61 شهيداً في مدينة غزة وحدها، وأكثر من 230 إصابة، منذ إعلان التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وأوضح بصل أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة القصف العنيف حتى هذه اللحظة، واصفاً الساعات الماضية بأنها "يوم صعب وقاسٍ جداً على قطاع غزة وتحديداً مدينة غزة".
وقال جهاز الدفاع المدني عبر تليغرام، إن الاحتلال قصف مربعاً سكنياً من عدة منازل في محيط بركة الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.
كما قصف الاحتلال مدرسة "الفلاح" التي تؤوي نازحين في منطقة الزيتون جنوبي مدينة غزة.
وانتشلت طواقم الدفاع المدني شهيدين إثر استهداف عمارة "المزنر" عند مفترق الشعبية وسط مدينة غزة. كما انتشلت 5 شهداء وأكثر من 10 مصابين من تحت أنقاض منزل قصفه الاحتلال في منطقة الرمال غربي المدينة.
وفي شمال القطاع، استُشهد فلسطينيون وأُصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً قرب المسجد العمري بجباليا البلد.
"كابوس لن ينتهي"
تأتي هذه المجازر رغم إعلان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحفي مساء أمس الأربعاء، نجاح الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لافتاً إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل.
في هذا السياق، قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار، في بيان على منصة "إكس"، أمس الأربعاء، إن أنباء التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنها أن توفر بعض الراحة لضحايا الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين، لكنَّ هذه الخطوة جاءت "متأخرة".
وأوضحت كالامار أن "الكابوس لن ينتهي مع توقف القصف بالنسبة للفلسطينيين الذين تعرضوا لأكثر من 15 شهراً من القصف المدمر والمتواصل، والذين نزحوا مراراً من منازلهم ويكافحون من أجل البقاء في خيام مؤقتة دون طعام أو ماء".
وأكدت أن "وقف إطلاق النار المتأخر لن يكون كافياً لإصلاح حياة الفلسطينيين الممزقة بسبب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة"، مشددةً على أن استمرار إسرائيل في عرقلة عملية السلام أمر "لا يمكن السكوت عنه".
وأفادت بأن هذه المعاناة ستستمر ما لم ترفع إسرائيل الحصار غير القانوني الذي تفرضه على غزة بسرعة، مؤكدةً ضرورة السماح لمراقبي حقوق الإنسان المستقلين بدخول غزة واتخاذ خطوات للكشف عن حجم الانتهاكات.
وأفادت كالامار بأن "نظام الفصل العنصري الوحشي الذي تستخدمه إسرائيل لقمع الفلسطينيين والسيطرة عليهم تجب إزالته"، مشددةً على أنه على إسرائيل أن تُنهي احتلالها غير القانوني للأراضي الفلسطينية المحتلة فوراً.
من جهتها طالبت منظمة "أطباء ضد الإبادة الجماعية" في أمريكا، في بيان اليوم الخميس، بنشر فرق للتحقيق في جرائم الاحتلال الإسرائيلي المرتكبة في قطاع غزة، واستهداف العاملين في مجال الرعاية الصحية والصحفيين.
ودعت المنظمة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن العاملين في الرعاية الصحية المعتقلين في سجون الاحتلال، وضمان توفير حمايتهم على النحو الذي يفرضه القانون الدولي.
كما شددت على ضرورة الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية إلى جميع المواطنين والبعثات الدولية بشكل عاجل.