دعا توبي كادمان المحامي الدولي ورئيس "غرف غيرنيكا 37 للعدالة الدولية في لندن" السلطات المصرية إلى التعاون الكامل وغير المشروط في التحقيق في وفاة عبد الله، نجل الرئيس الراحل محمد مرسي.
وقال كادمان في بيان له، في الذكرى السنوية الأولى لوفاة عبد الله مرسي، إنه تم تعيينه مستشاراً قانونياً ومحامياً من قبل أسرة الراحل عبد الله مرسي، وطالب السلطات المصرية بإجراء "تحقيق فعال في ملابسات وأسباب منع السلطات جنازة عبد الله"، إذ لا يوجد أي مبرر لمثل هذا التدخل، وتحمل مسؤوليتها تجاه أسرة الرئيس كمواطنين في الدولة المصرية "ووقف الاضطهاد المستمر لمجرد أنهم من أفراد أسرة الرئيس السابق".
كما دعا أيضاً إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن أسامة مرسي، نجل الرئيس السابق، المحتجز منذ ما يقرب من أربع سنوات.
في السياق ذاته، طالب المحامي الإدارة الأمريكية بحماية مواطنيها من أفراد عائلة الرئيس محمد مرسي الذين يحملون الجنسية الأمريكية، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاههم، حفاظاً على حياتهم بعد وفاة عبد الله.
وجاء في بيان توبي كادمان "أنه بعد عام من وفاة عبد الله في ظروف غامضة خارج منزله في العاصمة المصرية القاهرة وبالقرب من منزله، نجدد مطالبنا للسلطات المصرية بضرورة التحقيق المستقل في وفاة كل من الرئيس المصري ونجله ورفاقه".
تورط مؤسسات الدولة
كما طالب بتسليم نتائج التحقيقات التي زعمت السلطات إجراءها ولم تخرج للعلن وحفظت للسرية القصوى، وهو ما يثير الشكوك حول تورط بعض مؤسسات الدولة في هذه العمليات.
وأشار البيان إلى تعرض عبد الله مرسي للقتل خارج منزله في 4 من سبتمبر/أيلول 2019 م، وهو ادعاء أقرته النيابة العامة المصرية ووجهته وأخذت به بإسنادها تهمة الشروع في قتل وتهمة القتل العمد للمواطنة "رندا علي شاكر علي عسران"، وهي مصرية متزوجة ومقيمة في باب الشعرية بالقاهرة ومن مواليد أغسطس/آب سنة 1984م، و"قد حصلنا على كامل شهادتها وتصريحاتها التي كانت متضاربة".
وأوضح البيان أن المواطنة المصرية المتهمة تحاكم في جلسات مشورة سرية من دون أي إعلان، كما تم حفظ نتيجة تقرير الطب الشرعي لوفاة عبد الله مرسي تحت عنوان سري للغاية.
هناك الكثير من الغموض في قضية وفاة عبد الله النجل الأصغر لمحمد مرسي والكثير من التعتيم من قبل النيابة حول ملابساتها
وأوضح البيان أن المتهمة لم تعرض على تحقيقات شفافة، إلا أن معلومات وصلت إلى كادمان مصدرها بعض الجهات الأمنية المصرية تكشف أن الرواية التي تبناها النظام عن وفاة عبد الله غير صحيحة.
وتابع البيان: "السيدة لم تكن لها معرفة بعبد الله كما زعمت السلطات وقتها، ولم تكن بمفردها وقت مقتله، بل كانت في صحبة شخص له اسم حركي هو (ميشو) قام بنقل عبد الله بسيارته مسافة تزيد على 20 كيلومتراً إلى مستشفى بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة، نتيجة حقنه كما يبدو بمواد قاتلة، ولم ينقل إلى مستشفى قريب عمداً حتى يموت".
وكان أحد أجهزة الدولة على علم بهذه العملية، في حين لم تعرف بقية الأجهزة المعنية بمتابعة عبد الله بوقوع الجريمة وفوجئت بها.
فيديو يكشف الجريمة
وأكد كادمان حصوله على فيديو يظهر نقل عبد الله إلى سيارته ماركة فولكس بسات، وحمله ميتاً إلى مستشفى الواحة في هضبة الأهرام بالجيزة في تمام التاسعة ونصف وأربع دقائق يوم الأربعاء 4 من سبتمبر/أيلول 2019، ويظهر نزول المتهمة رندا عسران من السيارة مع المتهم الآخر المعروف باسم "ميشو" وهو يرتدي "تي شيرت" أحمر.
بدلاً من توفير أعلى مستوى من الحماية بموجب القانون، تتعرض أسرة الرئيس الراحل محمد مرسي باستمرار للخطر والتهديدات والتدخل في حياتها الخاصة، كما يحظر على أفرادها العمل، ونقل الأموال، ولا يمكنهم التملك
وأبدى كادمان دهشته من عدم استدعاء النيابة أو بحثها عن المتهم الذي سلم مفتاح السيارة لموظف الاستقبال في المستشفى، واختفى، مع أنه هو من قام بقيادة السيارة ومرافقة المتهمة إلى المستشفى ثم اختفى من دون متابعة أي خيط يكشف الحقيقة.
ويُظهر الفيديو طبقاً لراوية كادمان، سيارة عبد الله مرسي ويظهر محمولاً على نقالة وتظهر المتهمة رندا عسران والشخص المجهول والمعروف باسم ميشو.