وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية البلجيكي برنارد كوينتين في أنقرة / صورة: AA (AA)
تابعنا

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية البلجيكي برنارد كوينتين، الخميس، في العاصمة التركية أنقرة.

وقال فيدان: "إذا كانت هناك أغلبية أو أقلية تشعر بأنها في مشكلة خلال المرحلة الجديدة (في سوريا) فإن تركيا حامية لها بغضّ النظر عمّن تكون"، وأشار إلى أن ملايين السوريين نزحوا خلال فترة قمع نظام الأسد، وأن الملايين اضطروا إلى الذهاب إلى تركيا وبلدان الأخرى.

ولفت إلى أن تركيا لم تتردد في قبول من لجأ إليها هرباً من ظلم نظام الأسد. وأوضح: "في الفترة الجديدة، إذا كانت هناك أغلبية أو أقلية في سوريا تشعر بالضيق والقلق، بغضّ النظر عمّن تكون: نُصيريين، علويين، إيزيديين، مسيحيين.. أياً كانوا، فإن تركيا هي الراعي والحامي لهم، تماماً مثل الآخرين في سوريا".

وأردف فيدان: "نبذل قصارى جهدنا لمنع هؤلاء (الجهات التي تشعر بالقلق) من مواجهة مشكلات في سوريا، كما أن الإدارة السورية الجديدة حساسة للغاية بهذا الخصوص"، وتابع: "إن شاء الله لن يحدث أي شيء لأحد، ولكن في حالة حدوث مشكلة ما، فإن رئيسنا (رجب طيب أردوغان) حساس للغاية بشأن هذه القضية، ومبادئه واضحة".

وقال: "سنقف إلى جانب المظلوم الذي يتعرض للظلم، وسنتضامن معه. لذلك، نحن ننظر إلى ما يحدث، وليس مع من"، وأضاف: "نهاية نظام الأسد الذي دام 50 عاماً، وانتهاء نظام القمع، هو بالطبع مصدر كبير للسعادة للشعب السوري ومنطقتنا".

وأعرب فيدان عن أمله أن يبني الشعب السوري مستقبله بسرعة كبيرة في أقرب وقت"، وأشار إلى أن الشعب السوري يحتاج إلى دعم المجتمع الدولي، وشدد على أن تركيا تبذل قصارى جهدها لتعبئة مواردها وموارد المجتمع الدولي في ما يتعلق بسوريا.

وزاد فيدان: "مع ضمان الحكومة السورية الجديدة في هذه المرحلة أمن البلاد ووحدة أراضيها وسيادتها السياسية، متفقون أيضاً على توفير الأدوات الاقتصادية والمالية والتجارية اللازمة لإعادة إعمار البلاد في أقرب وقت".

وبخصوص مسألة إعادة الإعمار في سوريا، أوضح فيدان: "أعربنا مرة أخرى عن استعدادنا لبذل كل ما في وسعنا في هذا الصدد".

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاماW من نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

الإبادة في غزة

وعن الوضع في الأراضي الفلسطينية، أكد فيدان أن "الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية المستمرة لا تهدد الفلسطينيين في غزة فحسب، بل تضع النظام الدولي، وبخاصة الاتحاد الأوروبي، في وضع صعب للغاية".

وبيّن أنه نقل إلى نظيره البلجيكي وجهة نظر تركيا بخصوص ضرورة إنهاء الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في غزة في أقرب وقت.

وبدعمٍ أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلَّفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلةً مذكرتَي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

تنظيم PKK الإرهابي

وفي ما يتعلق بقضية معتقلي تنظيم داعش الإرهابي في المعسكرات والسجون في سوريا، أوضح فيدان أن تركيا تطرح موقفاً واضحاً بشأن هذه القضية منذ سنوات عديدة، ويجب على وجه الخصوص أن تجري استعادة معتقلي داعش المحتجزين في المعسكرات والسجون من الدول التي ينتمون إليها.

وأضاف فيدان: "إن حقيقة احتجازهم (مقاتلي داعش) هنا (في سوريا) لفترة غير محددة، وعدم إخضاعهم لأي إجراء للمحاكمة، وعدم وجود خطة أو أجندة بشأن مستقبلهم، أصبحت بالفعل مصدراً لأزمة كبيرة في المنطقة".

وأردف: "إن جلب منظمة إرهابية أخرى لإبقاء معتقلي داعش هناك، عبر تكليف PKK بهذه المهمة هو في الواقع مأزق وأزمة كبيرة يواجهها النظام الدولي حالياً"، وأشار إلى أن مقترحات تركيا جاهزة لحل هذه الأزمة التي يعاني منها النظام الدولي بأفضل الطرق الممكنة، وإزالة المخاوف الأمنية لتركيا، وضمان وحدة الأراضي في سوريا، وضمان أمن المكونات في الجوار خصوصاً الأكراد .

وأوضح الوزير فيدان: "الحكومة السورية يجب أن تتولى أمن المعسكرات والسجون في أسرع وقت ممكن، وإذا لم يكن الأمر كذلك فإن تركيا مستعدة لتقديم كل دعمها في هذا الصدد".

وتابع: "في ما يتعلق بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب خارج المعسكرات في سوريا، خصوصاً أولئك الموجودين في صفوف تنظيم PKK الإرهابي، الذين يقفون ضد وحدة وسلامة البلاد، فإنهم لا يهددون وحدة سوريا فحسب، بل يهددون أيضاً وحدة وسلامة تركيا والدول المحيطة بها، نريد أن تغادر هذه العناصر المذكور سوريا في أسرع وقت ممكن".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً