احتفالات حزب العمال البريطاني في لندن بالفوز في الانتخابات / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

وقبل ملك بريطانيا، تشارلز الثالث، اليوم الجمعة، استقالة ريشي سوناك زعيم المحافظين من رئاسة الحكومة، وعين بعد ذلك رسميا زعيم حزب العمال كير ستارمر رئيسا للوزراء خلال اجتماع في قصر باكينغهام، ونشر القصر صورة تظهر الملك مصافحا ستارمر.

وجاء في بيان للقصر أن "الملك استقبل معالي السير كير ستارمر النائب في البرلمان وطلب منه تشكيل حكومة جديدة"، وأضاف أن "سير كير قبل العرض وانحنى أمام جلالته لدى تعيينه رئيسا للوزراء واللورد الأول للخزانة".

ووفقاً لنتيجة الاستطلاع التي نشرها التلفزيون البريطاني، سيحصل حزب العمّال (يسار وسط) على 410 من أصل 650 مقعداً في مجلس العموم، متقدماً بفارق شاسع على المحافظين الذين ستنحصر حصّتهم بـ131 مقعداً في أسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ مطلع القرن العشرين.

بدوره حقّق حزب "إصلاح بريطانيا" المناهض للمهاجرين نتيجة أفضل من المتوقع بحصوله على 13 مقعداً نيابياً. فيما سيحصل حزب الديمقراطيين الليبراليين (وسط) في البرلمان المقبل على 61 نائباً.

وتراجع الحزب الوطني الاسكتلندي من المركز الثالث إلى المركز الخامس في برلمان ويستمنستر، حيث حصل على 10 مقاعد من أصل 57 مقعداً تمثل اسكتلندا، مقارنة بـ48 مقعداً في السابق، في انتكاسة أخرى لمعركتهم من أجل تقرير المصير التي وصلت إلى طريق مسدود أكثر من أي وقت مضى.

واليوم الجمعة، سيكلف الملك تشارلز الثالث زعيم حزب العمال كير ستارمر، المحامي السابق المتخصص بحقوق الإنسان، تشكيل الحكومة. وستفتح بالتالي أبواب داونينغ ستريت أمام سياسي من اليسار المعتدل.

أبرز الفائزين والخاسرين

ووفقاً للنتائج الأولية، خسرت المحافظة ليز تراس، التي تولت رئاسة وزراء بريطانيا من قبل، مقعدها البرلماني في الانتخابات، أمام مرشح حزب العمال تيري جيرمي، في الدائرة الانتخابية في ساوث ويست نورفولك في شرق المملكة.

كما خسر السياسي اليساري المخضرم جورج غالاوي مقعده بالبرلمان، بعد هزيمته أمام مرشح حزب العمال في بلدة روتشديل (شمال).

وهُزم وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، في دائرته الانتخابية، أمام مرشح حزب العمال، ليصبح أول شخصية من حكومة المحافظين يخسر مقعده في البرلمان.

وفاز الزعيم السابق لحزب العمّال جيريمي كوربين، اليساريّ المُخضرم الذي عَلّق الحزب عضويّته بعد فضيحة تتّصل بـ"معاداة السامية"، بعضويّة البرلمان بصفته مرشحاً مستقلاً.

كما فاز في الانتخابات نايجل فاراج زعيم حزب الإصلاح، المناهض للهجرة، في ثامن محاولة له. وقال فاراج الذي قاد حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: "خطتي هي بناء حركة وطنية جماهيرية على مدار السنوات القليلة المقبلة".

"حقبة جديدة"

وأقر رئيس الوزراء البريطاني المنتهية ولايته، ريشي سوناك بهزيمته في الانتخابات العامة، اليوم الجمعة، قائلاً: "فاز حزب العمال بهذه الانتخابات العامة، اتصلت بالسير كير ستارمر لتهنئته بفوزه". وأضاف: "اليوم سيجري تداول السلطة بطريقة سلمية ومنظمة وبحسن نية من جميع الأطراف. وهذا أمر ينبغي أن يمنحنا الثقة جميعاً في استقرار بلادنا ومستقبلها".

فيما سارع ستارمر إلى شكر ناخبيه، وقال "إلى جميع من أجروا حملات لحزب العمّال في هذه الانتخابات، إلى جميع من صوّتوا لنا ووثقوا في حزب العمّال الجديد، شكراً لكم"، مضيفاً في خطاب ألقاه بعد إعادة انتخابه في دائرته الانتخابية في شمال لندن "الناخبون هنا وفي كل أنحاء البلاد قالوا كلمتهم وهم مستعدون للتغيير ولإنهاء سياسة الاستعراض، وللعودة إلى السياسة بوصفها خدمة للجمهور".

وقال ستارمر الذي دخل عالم السياسة قبل 9 أعوام فقط، "يمكن للمملكة المتحدة أن تفتح اليوم فصلاً جديداً. حقبة جديدة من الأمل والفرص بعد 14 عاماً من الفوضى والانحدار".

تحديات وخيارات صعبة

حذرت راشيل ريفيس التي من المقرر أن تصبح أول وزيرة للمال في تاريخ المملكة المتحدة، الجمعة من أن حكومة حزب العمال الجديدة التي ستشكّل بعد الانتخابات سيتعين عليها اتخاذ "خيارات صعبة" في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد.

وخلال الحملة الانتخابية تعهد ستارمر بتحفيز النمو وتصحيح وضع المرافق العامة وتعزيز حقوق العمال وخفض الهجرة وتقريب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي دون العودة عن البريكست.

وبعد صحيفة "فايننشل تايمز" ومجلّة "ذي إيكونوميست"، دعت صحيفة "ذي صن" الأربعاء إلى التصويت للعمّال. وقالت الصحيفة الشعبية التي يملكها رجل الأعمال روبيرت موردوك الذي كان دعمه لحزب العمّال عام 1997 حاسماً لفوز توني بلير، "حان وقت التغيير".

في المقابل، كان سوناك راكم عدداً من الأخطاء خلال فترة حكمه، وتضمّنت استراتيجية حملته الانتخابية، بشكل أساسي توجيه اتهام لحزب العمّال بالرغبة في زيادة الضرائب، ثمّ التحذير في الأيام الأخيرة من مخاطر "الغالبية الكبرى" التي من شأنها ترك حزب العمّال دون قوة مضادة له، مقرّاً بذلك بهزيمة حزبه.

وأثار المحافظون استياء البريطانيين بعد ترؤس 5 من زعماء الحزب الحكومة في البلاد خلال 14 عاماً. وأظهرت النتائج تطلعهم إلى التغيير بسبب سياسات التقشف وأزمة تكاليف المعيشة، ونظام الصحة العامة المتهالك.

وجازف سوناك بدعوته إلى انتخابات مبكرة في يوليو/تموز دون انتظار موعدها في الخريف كما كان يظن كثيرون إلا أن حملته لم تكن موفقة.

والأربعاء، بدأ ملايين الناخبين في أنحاء المملكة المتحدة الإدلاء بأصواتهم لانتخاب 650 عضواً لمجلس العموم. ويتشكل برلمان المملكة المتحدة حالياً من مجلسي العموم واللوردات (الغرفة الأولى للبرلمان). وتجري انتخابات مجلس العموم كل 5 سنوات وفقاً لنظام الفوز للأكثر أصواتاً.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً