جيش الاحتلال الإسرائيلي يدمر منزلاً لعائلة العتال بجوار مركز إيواء مكتظ جنوب القطاع / صورة: AA (AA)
تابعنا

وأوردت وزارة الصحة في غزة "ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 38.011 شهيدا و87.445 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي"، مضيفة في بيان اليوم الخميس، أن "الاحتلال ارتكب 4 مجازر وصل منها للمستشفيات 58 شهيدا و179 مصابا في 24 ساعة".

وقالت هيئة الدفاع المدني في غزة إن "5 شهداء وعددا من المصابين" سقطوا إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة، كما استشهد 4 مدنيين في قصف إسرائيلي على منزل ومحلات بسوق القيسارية المجاور للمسجد العمري وسط مدينة غزة، وفق مصادر محلية.

وأفادت وكالة أنباء وفا الفلسطينية باستشهاد 4 مواطنين وإصابة 8 آخرين جراء قصف طائرات الاحتلال شقة سكنية قرب محطة تمراز في شارع النفق بحي التفاح. وأضافت، أن طواقم الإسعاف تمكنت من انتشال 3 شهداء و13 جريحاً من منزل بعد استهدافه من طائرات الاحتلال في حي الدرج شرق مدينة غزة.

وذكرت أن مدنياً على الأقل استشهد وأصيب 3 آخرين إثر قصف مدفعية الاحتلال مجموعة من المدنيين في شارع الشعف بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، كما نسف الاحتلال مباني سكنية في حي الشجاعية وتصاعدت ألسنة الدخان بشكل كثيف.

وأطلقت مدفعية الاحتلال، وفق الوكالة، عدة قذائف صوب المنطقة الشمالية الغربية من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، والمناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوب القطاع، ومخيم يبنا ومحيط دوار العودة وسط مدينة رفح، كما شهدت مدينة دير البلح تحليقاً مكثفاً لطائرات الاحتلال "الكواد كابتر".

وقصف طيران الاحتلال أرضاً زراعية في منطقة الزرقا شرق بركة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، فيما أفادت مصادر طبية بأن 40 شهيداً على الأقل سقطوا في سلسلة غارات متفرقة على مناطق قطاع غزة منذ فجر اليوم.

نزوح آلاف من جنوب القطاع

في غضون ذلك، فرَّ عشرات آلاف الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة بعد أمر بالإخلاء يثير مخاوف من عملية جديدة واسعة النطاق، إذ تتواصل حركة النزوح من المناطق الشرقية في رفح وخان يونس مع فرار العائلات بحثاً عن ملجأ بين الأنقاض والدمار، وفي ظلّ شحّ الماء ونقص الغذاء مع استمرار القصف والمعارك.

وفي درجات حرارة خانقة، فرّ النازحون سيراً أو تكدّسوا في عربات وسط أنقاض خان يونس، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة، التي انسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي في بداية أبريل/نيسان، مخلّفاً دماراً هائلاً.

وتقدّر الأمم المتحدة أن نحو 250 ألف شخص كانوا في المنطقة التي أمر الجيش بإخلائها بعد إطلاق صواريخ منها باتجاه إسرائيل. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الأمر الذي يشمل منطقة مساحتها 117 كيلومتراً مربعاً، أي ثلث قطاع غزة، هو “الأشمل منذ أكتوبر/تشرين الأول، عندما صدرت أوامر لسكان شمال غزة بالإخلاء” في الأيام الأولى من الحرب.

وكشف مدير أوتشا، أندريا دي دومينيكو، أن نحو 1.9 مليون شخص يُعتقد أنهم نزحوا في غزة، وأن 9 أعشارهم "نزحوا داخلياً مرة واحدة على الأقل، إن لم يكن ما يصل إلى 10 مرات، للأسف، منذ أكتوبر/تشرين الأول" الماضي.

في هذه الأثناء، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الأربعاء أن جميع المرضى تقريباً في مستشفى غزة الأوروبي والمستشفى الميداني للصليب الأحمر غادروا بعد أوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال، مضيفة أنّ 270 مريضاً قرروا المغادرة الاثنين مع الطواقم الطبية، والثلاثاء أجلت وزارة الصحة في غزة مزيداً من المرضى.

انعدام الأمن الغذائي

في السياق، قالت فرق الهلال الأحمر الفلسطيني إن 96% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، فيما يهدد وباء الكوليرا جراء تلوث مياه الشرب مئات آلاف النازحين الذين تزداد أوضاعهم مأساوية.

بدورها، حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من أنه خلال ساعات قليلة ستتوقف مولدات الكهرباء في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، نتيجة عدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها.

وأضافت أن مجمع ناصر هو المستشفى الرئيسي الوحيد المتبقي الذي يقدم الخدمة للمرضى في محافظتي خان يونس ورفح، وذلك بعد خروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة. وناشدت المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية بضرورة وسرعة التدخل لتوفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات.

بدوره، حذر سامي أحميد، مدير المركز الطبي في مركز إيواء النخيل بمدينة دير البلح وسط القطاع، من كارثة بيئية جديدة في مخيمات النزوح فيما يتعلق بمرض الجرب وانتشاره، ورجع انتشار ذلك إلى تشكل برك مياه الصرف الصحي التي تعد بيئة خصبة لتكاثر الحشرات خصوصاً في ظل عدم رشها بالكيماويات وذلك منذ أكثر من 9 شهور.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً على غزة خلفت أكثر من 125 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً