وقالت وزارة الصحة في غزة إنه في اليوم الـ375 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، "ارتكب الاحتلال 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها إلى المستشفيات 55 شهيداً و329 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية"، مضيفةً أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
كما أشار البيان الصادر، اليوم الثلاثاء، إلى "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 42,344 ألف شهيد و99,013 ألف إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
في السياق، أفادت مصادر طبية بأن 11 فلسطينياً بينهم أطفال استُشهدوا جراء قصف طائرة إسرائيلية منزلاً لعائلة "السيد" في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وأضافت أن بعض الجثامين وصلت إلى "مستشفى كمال عدوان" عبارة عن أشلاء.
وأشارت المصادر الطبية إلى أن قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبية والدفاع المدني لساعات من الوصول إلى المنزل المستهدف، وأن أغلب الجثامين نقلها مدنيون، وأشاروا إلى أن جيش الاحتلال حاصر عائلات في المكان، ومنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول لإنقاذ المواطنين وإجلاء الضحايا.
وأوردت الأناضول أنّ "مناشدات عدة وصلت من جرحى وعائلات محاصَرة تحت الأنقاض بعد قصف منازلهم في منطقة الفالوجا، لكن الآليات الإسرائيلية تمنع فرق الإنقاذ من الاقتراب وتطلق النار باتجاه كل ما يتحرك في المكان"، وأشارت إلى مواصلة جيش الاحتلال عمليات نسف المباني السكنية والمنازل في المناطق الشرقية لبلدة جباليا.
كما قال شهود عيان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل منذ 11 يوماً منع إدخال الطعام والشراب والوقود إلى المنطقة المحاصرة، وذكر الشهود أن المياه نفدت بشكل كامل لدى المواطنين شمال القطاع، ويستخدمون منذ أيام مياهاً ملوَّثة غير صالحة للشرب.
"روبوتات متفجرة"
من جهته، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم "روبوتات متفجرة وبراميل مفخخة في إطار التطهير العرقي" شمال قطاع غزة.
وفي مدينة غزة؛ قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني: "طواقمنا انتشلت جثماني فلسطينيين أحدهما أشلاء، ويجري البحث عن 12 مفقوداً تحت الأنقاض جراء قصف طائرات إسرائيلية مربعاً سكنياً يضم ثلاث بنايات سكنية قرب مسجد الأنباشي حسن في منطقة الصناعة بتل الهوى جنوب غربي المدينة".
كما أفاد مصدر طبي باستشهاد 3 فلسطينيين وجرح آخرين بقصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة "الدحدوح" بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، وقال مصدر محلي إن طائرة مُسيرة إسرائيلية قصفت مدنيين فلسطينيين في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، ما تسبب في استشهاد وجرح عدد منهم، دون توفر إحصائية محددة.
ومنذ الليلة الماضية حتى صباح الثلاثاء، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية وقصفاً مدفعياً عنيفاً على محيط "مفترق الاتصالات" و"مربع أبو شريعة" ومنطقة "الشهداء الستة" بمخيم جباليا، وفق شهود عيان. ومع تجدد المجاعة شمال غزة، كثفت الطائرات المُسيرة الإسرائيلية إطلاق النار تجاه المواطنين في أثناء محاولتهم التحرك بحثاً عن طعام وشراب تحت الحصار المشدد على المخيم.
وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء اجتياح شمال القطاع؛ بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، فيما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
"شلل الأطفال"
في سياق متصل، طالب المفوض العامّ لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، الثلاثاء، باحترام فترات التهدئة الإنسانية المتفق عليها في قطاع غزة للسماح بتنفيذ الجولة الثانية من حملة التحصين ضد شلل الأطفال التي بدأت أمس، في المناطق الوسطى من القطاع.
وقال لازاريني، في منشور على حسابه عبر منصة إكس: "رغم تصاعد وتيرة الحرب والتحديات المستمرة، انطلقت الجولة الثانية من حملة التحصين ضد شلل الأطفال أمس في المناطق الوسطى من غزة"، وأضاف: "بالتعاون مع الشركاء، حصّنت فرق أونروا بالفعل ما يقرب من 93 ألف طفل دون سن العاشرة".
كما طالب المسؤول الأممي بـ"احترام فترات التهدئة الإنسانية المتفق عليها في غزة للسماح بتنفيذ الحملة في أنحاء القطاع"، وشدد على أن "حملة التحصين هي الطريقة الوحيدة لحماية أطفال غزة من هذا الفيروس الخطير، الذي يعبر الحدود وخطوط القتال بسهولة"، واختتم حديثه بالقول إن "أفضل لقاح للأطفال هو وقف إطلاق النار والسلام".
والاثنين، أعلنت وكالة أونروا "انطلاق الجولة الثانية من حملة التحصين ضد شلل الأطفال في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وفي 12 سبتمبر/أيلول الماضي، انتهت المرحلة الأولى من "حملة التطعيم ضد شلل الأطفال" في غزة، التي بدأت مطلع الشهر نفسه، بتطعيم أكثر من 560 ألف طفل فلسطيني، وفق ما أعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
وتطالب المنظمات الدولية والأممية إسرائيل بفترات تهدئة إنسانية للقتال، بهدف تنفيذ حملة التحصين ضد شلل الأطفال في أنحاء قطاع غزة، إلا أن الأخيرة لا تلتزم هذه التهدئة وتواصل قصفها وحصارها، خصوصاً في مناطق الشمال.
وبدعم أمريكي، أسفرت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2023 عن أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.