واستشهد 6 فلسطينيين وأصيب عدد آخر، مساء أمس الأربعاء، بغارتين إسرائيليتين استهدفتا تجمعين لمدنيين في مدينتي غزة ورفح شمال وجنوب القطاع.
وأفاد مصدر طبي في "مستشفى غزة الأوروبي" شرق مدينة خان يونس، بوصول "جثماني شهيدين جراء قصف مسيّرة إسرائيلية تجمعاً لمواطنين في رفح". وقال شهود عيان إنّ "الغارة الإسرائيلية استهدفت تجمعاً في منطقة المشروع بمدينة رفح".
وفي مدينة غزة، استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف مواطنين مقابل مقر الإسعاف والطوارئ غرب المدينة، وفق مصدر طبي لمراسل الأناضول.
بدورها، قالت إدارة مستشفى العودة بمحافظة شمال قطاع غزة، الأربعاء، إنها تكافح لتقديم الرعاية لعشرات المصابين بظروف صعبة واستثنائية من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية واستمرار الإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بالمنطقة منذ أكثر من شهر.
وأضاف مدير المستشفى محمد صالحة أن المشفى "يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية منذ أكثر من 3 أشهر، إلى جانب انقطاع إمدادات الوقود الذي عاق تشغيل المستشفى بالشكل المناسب منذ شهر".
واستكمل قائلاً: "المولّد الكهربائي الصغير الذي كنا نعتمد عليه في تشغيل المستشفى بالحد الأدنى، توقف صباح الأربعاء، بعد أن أصيب بعُطلٍ بسبب نفاد الوقود، ما أجبرنا على استخدام المولد الكبير بما تبقى من وقود رغم استهلاكه المرتفع للوقود، لكن ذلك كان ملحاً لإجراء 4 عمليات جراحية لمصابين بحالات خطيرة".
وأشار إلى أن المستشفى ومنذ ساعات الصباح استقبل "عدداً من الشهداء وعشرات الإصابات بينها حالات حرجة إلى المستشفى، في ظل توقف خدمة الإسعاف بالمنطقة".
وأضاف: "هذا الاستهداف الإسرائيلي لطواقم الإسعاف ومركباته، أجبر المواطنين على نقل المصابين إلى المستشفيات محمولين على الأكتاف ومشياً على الأقدام أو باستخدام عربات بدائية، ما يعرض حياتهم للخطر نتيجة لتأخر الرعاية الطبية اللازمة".
وطالب "منظمة الصحة العالمية بضرورة التدخل لإدخال الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية والطعام اللازم للمرضى والكوادر الطبية لمساندة المستشفى حتى تتمكن من تقديم خدماتها شمال قطاع غزة في ظل حرب الإبادة الجماعية".
"وضع كارثي"
قالت فلسطين، الأربعاء، إن الوضع الكارثي بقطاع غزة يزداد خطورة كل دقيقة جراء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ومواصلة العدوان على كل مظاهر الحياة فيه.
جاء ذلك في 3 رسائل متطابقة بعثها مندوب فلسطين الدائم بالأمم المتحدة رياض منصور، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (بريطانيا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ، بشأن مواصلة إسرائيل ارتكاب الإبادة الجماعية، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
وقال منصور في رسائله، إن "الوضع الكارثي في قطاع غزة يزداد خطورة مع كل دقيقة جراء مواصلة العدوان الإسرائيلي على كل مظاهر الحياة فيه، في انتهاك لكل قواعد القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2735".
وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي تبنى مجلس الأمن القرار 2735، الذي ينص على وقف إطلاق نار دائم والانسحاب التام للجيش الإسرائيلي من غزة، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين، ورفض أي تغيير ديمغرافي في القطاع.
ولفت إلى أن "شمال غزة على وجه الخصوص تواصل فيه إسرائيل تنفيذ مخططها لمحو السكان الفلسطينيين منه، ما أسفر عن استشهاد ما يصل إلى 1300 فلسطيني في شمال القطاع خلال الشهر الماضي".
وأشار إلى بيان رؤساء اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات الإنسانية الكبرى التابعة للأمم المتحدة (تضم 19 منظمة تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية) الذي حذروا فيه من الوضع المأساوي في شمال غزة.
الاحتلال يستبدل فرقة عسكرية في غزة
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، استبدال فرقة الاحتياط 252 والتي تتولى من بين مهامها القتالية مسؤولية محور نتساريم وسط قطاع غزة، بالفرقة 99 التي كانت في المنطقة قبل يوليو/تموز الماضي.
وقال الجيش في بيان نشره بحسابه على منصة إكس: "أنهت فرقة الاحتياط 252 مهمتها وسط قطاع غزة بعد عدة أشهر من القتال في المنطقة".
وزعم أن فرقته "تمكنت من القضاء على مخربين وتطهير البنية التحتية الإرهابية في المنطقة"، وفق تعبيره.
وتابع: "تسلمت قوات الفرقة 99 احتياط (مشاة) مسؤولية القتال في منطقة وسط قطاع غزة"، وفق المصدر ذاته.
وادعى الجيش في بيانه بأن قوات الفرقة 252 "قضت خلال العملية على مئات المخربين ودمرت أكثر من 10 كيلومترات من الطرق الرئيسية تحت الأرض للعدو، فضلاً عن العشرات من مخابئ المخربين والبنى التحتية التي كانت تشكل تهديدا لقواتنا".
ومضى بقوله: "منذ بداية القتال، نفذ مقاتلو الاحتياط من الفرقة 252 مهام دفاعية مختلفة من بينها المعارك في غلاف غزة، والمناورة في قطاع غزة، والدفاع في مختلف الجبهات".
وختم الجيش بيانه بالقول: "قوات الاحتياط هي ركيزة أساسية وضرورية في الحرب والدفاع عن مواطني إسرائيل".
وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" شاركت الفرقة 252 في المناورة البرية الإسرائيلية بقطاع غزة على مدى أكثر من 200 يوم.
ومنتصف يوليو/تموز 2024، سحب الجيش الفرقة 99 التي كانت تتولى المسؤولية عن محور نتساريم، وتولت الفرقة 252 المسؤولية بدلاً منها، قبل أن يعلن الجيش اليوم سحب الأخيرة وإعادة الفرقة 99 للسيطرة على المحور الذي أنشأه قرب مدينة غزة للفصل بين شمال القطاع عن جنوبه.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.