وقال حزب الله في بيان فجر اليوم الثلاثاء: "شنّ مجاهدو المقاومة الإسلامية مساء الاثنين هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية النوعية على نقاط عسكرية حساسة في مدينة تل أبيب".
وأشار الحزب إلى أنه سيعلن في وقت لاحق عن النقاط العسكرية الإسرائيلية المستهدفة.
ومساء أمس الاثنين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رصد إطلاق نحو 100 صاروخ من جنوب لبنان. وقال في بيان على منصة إكس: "متابعة للإنذارات وسط إسرائيل قبل قليل تمكّن سلاح الجو من اعتراض صاروخ واحد أطلق من لبنان".
وبينما أوضح الجيش أنه "رُصِد سقوط لما يرجح أنها شظايا عملية الاعتراض"، سرعان ما شككت الشرطة الإسرائيلية في الرواية، نافية أن يكون ما حدث بسبب اعتراض المنظومات الدفاعية.
وبعد الانفجارات في رمات غان شرق تل أبيب وصل قائد الشرطة بالمنطقة حاييم سرغروف وقال: "لم يكن صاروخاً اعتراضياً أو أي شيء من هذا القبيل، بل إصابة مباشرة بصاروخ ثقيل".
وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت أن "الضرر الذي ترونه في المبنى هو جزء من المحرك. والضرر على الأرض يشعل عمود كهرباء، وهذه هي النار كما ترونها".
ولاحقاً، أفاد جهاز الإطفاء الإسرائيلي بأن امرأة قُتلت بعد سقوط صاروخ في مستوطنة شفاعمرو، فيما أشار متحدث باسم جهاز الإسعاف الإسرائيلي (نجمة داوود الحمراء) إلى أنه جرى إخلاء 10 جرحى من المبنى الذي طالته الضربة.
وأفادت صحيفة يسرائيل هيوم بأن صاروخاً سقط قرب مجمع تجاري بمدينة رمات غان في منطقة تل أبيب الكبرى واندلعت حرائق بالمنطقة جراء سقوط عمود كهرباء.
من جانبها قالت القناة 12 العبرية إنّ 5 جرحى إسرائيليين سقطوا جراء إطلاق صاروخ من لبنان على مدينة رمات غان.
بدورها قالت يديعوت أحرونوت إن مطار بن غوريون في تل أبيب توقف عن العمل وتوقف الهبوط والإقلاع خلال دوي صفارات الإنذار، واضطرت طائرات كانت تهم بالهبوط إلى الرجوع والتجول في الجو.
غارات على لبنان
تزامناً مع ذلك، تتواصل الغارات الإسرائيلية المدمرة على لبنان، مستهدفة بشكل مكثف العاصمة بيروت.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان مساء أمس الاثنين، إن "غارة العدو الإسرائيلي على زقاق البلاط في بيروت أدت في حصيلة محدثة إلى استشهاد خمسة أشخاص وإصابة أربعة وعشرين آخرين بجروح".
ويؤوي هذا الحي عديداً من النازحين من جنوب لبنان وشرقه ومن الضاحية الجنوبية لبيروت، كما أنه قريب من الحيّ الذي يضمّ مقرات رسمية لبنانية ومقرّات دبلوماسية في العاصمة.
من جهتها أفادت وكالة الإعلام اللبنانية بأنّ "الطيران المعادي استهدف محيط حسينية الزهراء في منطقة زقاق البلاط في بيروت بصاروخين".
وأغلقت المدارس أبوابها في بيروت الاثنين، غداة سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت قلب العاصمة اللبنانية، واغتيل في إحداها مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف الذي أعلن الحزب الأحد مقتله في "غارة صهيونية إجرامية عدوانية" استهدفت مركز حزب البعث في منطقة رأس النبع ببيروت.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها حزب الله، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 147 ألف فلسطيني، وسّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالاً عن 3 آلاف و516 قتيلاً و14 ألفاً و929 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الاثنين.
ويومياً يردّ حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، وفق مراقبين.