رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف حديثاً يتولى رئاسة محكمة العدل الدولية / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

وحظي سلام الذي يتحدر من عائلة بيروتية عريقة تعاطت الشأن السياسي منذ بداية القرن الماضي، بتأييد 85 نائباً من إجمالي 128 يشكلون أعضاء البرلمان. بينما امتنع نواب "حزب الله" وحليفته حركة أمل عن التصويت لأي مرشح.

و"سلام" المكلّف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، هو دبلوماسي مخضرم تبنت ترشيحه بشكل رئيسي قوى سياسية معارضة لـ"حزب الله" الذي أضعفته المواجهة الأخيرة مع إسرائيل في الداخل.

ويجمع رئيس الحكومة المكلف، البالغ 71 عاماً، بين خبرات سياسية وحقوقية ودبلوماسية تخطت نطاق البلد المتوسطي الصغير، ما يجعله من خارج الطبقة التقليدية الحاكمة في لبنان.

وكان عون تعهد الخميس "بدء مرحلة جديدة"، يكون للدولة فيها حق "احتكار حمل السلاح"، ويكون اللبنانيون جميعهم "تحت سقف القضاء والقانون"، بعيداً عن منطق المحسوبيات والمحاصصة.

وجاء ذلك بعدما استنزفت مواجهة مفتوحة مع إسرائيل استمرت لعام "حزب الله"، الذي خسر جزءاً كبيراً من ترسانته العسكرية وعدداً من قادته على رأسهم أمينه العام السابق حسن نصر الله.

ميقاتي يهنئ

وهنّأ رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الاثنين، رئيس الحكومة المكلّف القاضي نواف سلام على مهمته الجديدة، وذلك في اتصال هاتفي مع سلام، وفق بيان أعقب انتهاء الاستشارات النيابية في قصر الرئاسة اللبنانية.

وقال ميقاتي: "أجريت اتصالاً برئيس الحكومة المكلّف الدكتور نواف سلام الموجود في لاهاي، وتمنيت له التوفيق في مهمته الجديدة بتشكيل حكومة تتلاقى مع المبادئ والأسس التي حددها رئيس الجمهورية في خطاب القسم".

كما تمنى ميقاتي لحكومة سلام المرتقبة أن "تواكب تطلعات اللبنانيين التوّاقين إلى استكمال مسيرة بناء الدولة وتعزيز سلطتها على كل الأراضي اللبنانية".

وقال مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير خلال مؤتمر صحفي، إن "سلام حصل على 84 صوتاً، بعد انتهاء الاستشارات النيابية المُلزمة في قصر بعبدا شرق بيروت، بينما لم يُسمِّ 35 نائباً أيّ أحد، بينما صوّت 9 لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي".

وأعلن شقير، أن "جوزيف عون أجرى الاستشارات النيابية الملزمة، وبعد أن تشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، استُدعي القاضي نواف سلام رسمياً لتشكيل الحكومة الجديدة، علماً أنه خارج البلاد ومن المقرر أن يعود غداً (الثلاثاء)".

ليس أول مرة

وليست هذه أول مرة يطرح فيها اسم سلام لرئاسة الحكومة في لبنان، لكنها المرة الأولى التي توحدت خلفه كتل سياسية وازنة من توجهات مختلفة في مرحلة مصيرية من تاريخ البلاد.

وشكل العام الماضي تحولاً في مسيرة سلام، بعد انتخابه في فبراير/شباط رئيساً لمحكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، لولاية مدتها 3 سنوات. وكان يشغل عضوية المحكمة منذ فبراير/شباط 2018.

وفي قرار وصفه الفلسطينيون بأنه "تاريخي"، اعتبرت المحكمة بقيادة سلام في 19 يوليو/تموز الماضي أن الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية "غير قانوني" ويجب أن ينتهي "في أسرع وقت ممكن".

وشهد لبنان بدءاً من العام 2019 تظاهرات شعبية غير مسبوقة مناوئة للطبقة الحاكمة، لكنها فقدت زخمها تباعاً على وقع انتشار جائحة كورونا، ومن ثم انفجار مدمر في مرفأ بيروت صيف عام 2020.

واقترح حينها اسم سلام مراراً لرئاسة الحكومة من دون أن يحصل على الدعم السياسي اللازم.

من سلام؟

ولسلام مسيرة أكاديمية ومهنية طويلة، لعل أبرزها توليه من يوليو/تموز 2007 حتى نهاية 2017 منصب المندوب الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك. كما شغل كذلك عضوية بعثات ميدانية تابعة لمجلس الأمن الدولي إلى دول عدة بينها السودان وأفغانستان وأوغندا.

وبعد نيله إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية في بيروت في عام 1984، تابع رئيس الحكومة اللبنانية المكلف تحصيله الجامعي في باريس والولايات المتحدة. ويحمل شهادتي دكتوراه في العلوم السياسية وفي التاريخ.

وحاضر خلال سنوات في الجامعة الأمريكية في بيروت وجامعات أخرى في الخارج بينها السوربون بين العامين 1979 و1981.

وهو مؤلف لعدد من الكتب والدراسات في مجالات القانون الدولي والدستوري والانتخابي والإسلامي، إضافة إلى دراسات حول المنظمات الدولية والشؤون الدولية.

يتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، وهو والد لشابين. متزوج من سحر بعاصيري، التي كانت صحافية، وشغلت سابقاً منصب سفيرة لبنان لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو".

وسلام هو ابن شقيق صائب سلام الذي ترأس حكومات عدة بين الأعوام 1952 و1973. وترأس ابن عمه تمام سلام الحكومة بين العامين 2014 و2016.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً