ويتزامن العيد هذا العام مع حرب مدمرة تشنُّها إسرائيل على غزة، خلّفت أكثر من 122 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، وأدخلت تل أبيب في عزلة دولية وتسببت في ملاحقتها قضائيّاً أمام محكمة العدل الدولية.
الفلسطينية "أم أحمد حلس" تجلس بجانب قبر ابنها في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، الذي استُشهد خلال الحرب الإسرائيلية، معبرة عن حزنها الشديد وألمها العميق لفقدانه.
وبكلمات ممزوجة بالدموع، قالت المرأة الثكلى: "نزحنا من مدينة غزة بسبب الحرب وانتقلنا إلى الجنوب، لكن القصف وصل إلينا واستُشهد ابني، 21 عاماً.. الحرب دمرت كل شيء ونتمنى انتهاءها وإحلال الأمن والسلام".
لا فرحة بالعيد وسط الحرب
وقريباً من المكان ذاته، يجلس مجدي عبد ربه على كرسيه المتحرك أمام قبر زوج ابنته، على الرغم من إصابته في قدميه جراء قصف إسرائيلي سابق، متمنياً انتهاء الحرب الإسرائيلية القاسية التي يسقط ضحاياها من المدنيين الأبرياء في قطاع غزة يوميّاً.
يقول عبد ربه: "أزور قبر زوج ابنتي وأترحم عليه في عيد الأضحى، فقد استشهد في أثناء إسعافه شابّاً مصاباً، لكن طائرة إسرائيلية قصفتهما مرة أخرى، ما أدى إلى استشهادهما معاً".
وتابع: "كنا نعيش في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، لكن الحرب وتدمير منزلنا أجبرانا على النزوح إلى دير البلح، لكن القصف لم يتوقف، وأُصبت واستُشهد كثير من أبناء عائلتي"، مشيراً إلى أن "أجواء العيد هذا العام مختلفة تماماً عن الأعياد السابقة، لا بهجة ولا سرور".
وأوضح أن "سكان قطاع غزة لا يشعرون بفرحة العيد كما كانوا في الأعياد التي سبقت الحرب، إذ فقد كل شخص في القطاع أحبابه أو مسكنه، ما أدى إلى اختفاء البهجة لتعمَّ أجواء الحزن والآلام".
وأدى مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم الأحد، صلاة عيد الأضحى المبارك فوق أنقاض مساجد وبجانب منازلهم التي دمرتها إسرائيل خلال حرب متواصلة على القطاع منذ 9 أشهر.
وتواصل إسرائيل حربها تلك رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة"، وتحسين الوضع الإنساني المُزري في غزة.
