وأفاد شهود عيان باستشهاد 7 فلسطينيين، بينهم أطفال، وإصابة آخرين، اليوم الاثنين، جراء قصف جوي ومدفعي عنيف شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق عدة في قطاع غزة. وذكروا أن مناطق مشروع بيت لاهيا ومخيم جباليا شهدت سلسلة غارات جوية إسرائيلية وانفجارات متتالية، تبعها تصاعد أعمدة الدخان في الأماكن المستهدفة.
وأفاد الشهود بأن قصفاً مدفعياً عنيفاً نفذه الاحتلال على مناطق الصفطاوي، وحي القصاصيب، ومحيط دوار أبو شرخ، وجباليا النزلة، وحي الجرن في جباليا البلد، وبيت لاهيا. وتزامن ذلك مع إطلاق نار من طائرات مسيَّرة وآليات إسرائيلية متمركزة في محاور التوغل شمال القطاع، لا سيما غرب جباليا ومحيط الصطفاوي، وفق الشهود.
وأشاروا إلى استشهاد امرأة فلسطينية وطفليها بقصف جوي على بيت لاهيا، كما واصل جيش الاحتلال عمليات نسف مبانٍ سكنية في منطقة الفاخورة جنوب مشروع بيت لاهيا، وفي شمال غرب مدينة غزة، حسب الشهود.
وفي مدينة غزة، كثف جيش الاحتلال قصفه المدفعي وإطلاق النار على المناطق الشمالية لحيَّي الزيتون والصبرة جنوب شرق المدينة، بالتزامن مع إطلاق قنابل إنارة. أما في المحافظة الوسطى، فقد استُشهد فلسطيني وأُصيب آخرون بغارة شنتها مسيَّرة إسرائيلية على منزل لعائلة قدوحة في شارع السوق شرق مخيم النصيرات.
وأضاف مصدر طبي أن 3 فلسطينيين من عائلة النباهين استُشهدوا جراء قصف طائرة استطلاع إسرائيلية منزلاً في المخيم ذاته، فيما شهدت المناطق الشمالية الغربية لمخيم النصيرات قصفاً مدفعياً بين الحين والآخر.
وفي جنوب قطاع غزة، أُصيب شاب وزوجته وطفلاه بقصف مسيَّرة إسرائيلية منزلاً في منطقة قيزان رشوان جنوب مدينة خان يونس، حسب مسعفين فلسطينيين. وقال شهود عيان إن قصفاً مدفعياً إسرائيلياً استهدف مدينتَي رفح وخان يونس، وتركز في شرقي خان يونس وشمال شرق بلدة القرارة وغرب رفح.
بدوره، قال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، في بيان عبر منصة "تليغرام": "طواقمنا انتشلت عدداً (لم يذكره) من الشهداء والجرحى إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة البطش بحي التفاح".
في السياق، كشف مكتب الإعلام الحكومي في غزة عن حصيلة شهر من العملية المستمرة في شمالي قطاع غزة، وأعلن أن 1800 فلسطيني استُشهدوا وأُصيب 4 آلاف آخرين جراء الهجوم.
وأكد المكتب الحكومي أن "جيش الاحتلال استخدم سلاح تجويع المدنيين وتعطيشهم، ومنع وصول 3 آلاف و800 شاحنة مساعدات وبضائع إلى محافظة شمال قطاع غزة، وتعمد تجويع قرابة 400 ألف إنسان، بينهم أكثر من 100 ألف طفل". وتابع: "كما دمر عشرات مراكز النزوح والإيواء التي تضم عشرات آلاف النازحين الذين هربوا من منازلهم بحثاً عن الأمن والأمان".
بدوره، قال جهاز الدفاع المدني في غزة عبر بيان فجر الاثنين: "لليوم الثالث عشر، خدماتنا معطلة قسراً في مناطق شمال قطاع غزة كافة بفعل الاستهدافات والعدوان الإسرائيلي المستمر".
وأوضح الدفاع المدني أن "آلاف الفلسطينيين باتوا هناك (شمال القطاع) دون رعاية إنسانية وطبية"، وأكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم طواقمه شمال غزة، وسيطر على مركباته وشرد غالبيتهم إلى جنوب القطاع، واختطف 7 منهم.
وقال مستشفى "العودة" شمال القطاع، في بيان، إنه "محروم من إمدادات الوقود اللازم لتزويد المرافق والأقسام المختلفة بالكهرباء منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي"، وأوضح أن "منظومة الإسعافات التي تديرها مستشفى العودة خرجت من الخدمة، نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المباشر".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 145 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وتُواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.