الاحتلال يقتل ويهجّر الفلسطينيين ويحاصر مدرستين لنازحين. / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال تواصل منذ مساء السبت قصفاً مدفعياً وجوياً على منطقة جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون. وذكر الشهود أن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات نسف لعشرات المباني السكنية في مخيم وبلدة جباليا ومنطقة التوام في بلدة بيت لاهيا.

ويوماً بعد يوم تتسع رقعة نسف المباني السكنية مع استمرار العملية العسكرية التي يفرض الجيش خلالها حصاراً مطبقاً على شمال غزة. وكثف الجيش غاراته العنيفة على مخيم جباليا وجباليا البلد واشتعلت النيران في عدة مناطق بمخيم جباليا بفعل الاستهدافات والقصف "الذي لم يتوقف للحظة واحدة"، وفق الشهود.

وأشاروا إلى أن عشرات الشهداء تتناثر جثثهم في شوارع وأزقة مخيم وبلدة جباليا جراء قصف قوات الاحتلال التي تستهدف أيضاً كل من يحاول الوصول إليهم. وذكر الشهود أن "عائلات فلسطينية في جباليا تناشد تزويدها بالمياه بعد نفاد كل مخزونها منه إثر تواصل الحصار والقصف الإسرائيلي للمنطقة منذ 8 أيام".

وأضافوا أن "سلسلة انفجارات دوّت شمال القطاع جراء عمليات نسف عشرات المنازل التي ينفذها الجيش الإسرائيلي غرب جباليا وفي محيط منطقة الصفطاوي وفي منطقة التوام".

كما أفادت مصادر طبية ومسعفون لمراسل الأناضول بأن القصف الإسرائيلي المتواصل منذ مساء السبت خلف عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء، وطواقم الإسعاف لا تستطيع الوصول إليهم بسبب الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على المنطقة.

وفي حي التفاح المجاور من الجنوب لبلدة جباليا أصيب 6 فلسطينيين معظمهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً مأهولاً، وفق مصادر طبية في مستشفى المعمداني بمدينة غزة. وقالت مصادر طبية في جهاز الدفاع المدني الفلسطيني إن "شهداء وجرحى بنيران طائرات مسيرة إسرائيلية تستهدف المواطنين في جباليا البلد والنزلة".

ولم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى الشهداء والجرحى وانتشالهم بسبب الاستهداف الإسرائيلي لكل ما يتحرك، حسب المصادر نفسها.

وأكدت المصادر "ارتقاء 3 شهداء وعدد من الجرحى في قصف جوي إسرائيلي استهدف مجموعة من المدنيين في منطقة الاتصالات غرب مخيم جباليا". وأشارت إلى "تسجيل إصابة أكثر من 20 فلسطينياً بنيران القوات الإسرائيلية التي تحاصر مدرستي حفصة والفالوجا في جباليا وتطلق النار تجاه النازحين بداخلهما".

وتزامناً مع استمرار القصف الجوي والمدفعي على بلدة جباليا في الشمال، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون، الأحد، في قصف إسرائيلي استهدف مدنيين في حي الزيتون بمدينة غزة، فيما استهدفت غارة مسجد الرباط في المواصي غربي مدينة رفح (جنوب)، وسط إطلاق نار مكثف شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

وذكر الدفاع المدني في قطاع غزة في بيان أن طواقمه تخمد حريقاً نشب في منزل لعائلة أبو هاشم جراء استهداف إسرائيلي عند مفترق عبد العال في شارع الجلاء شمال غرب مدينة غزة.

وفي مخيم النصيرات وسط القطاع ارتفعت حصيلة شهداء قصف منزل عائلة أبو دلال إلى 8 إضافة إلى عدد من الإصابات، ومساء السبت أفادت مصادر طبية للأناضول باستشهاد 6 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على منزل عائلة أبو دلال. ومنذ صباح الأحد شهد مخيم النصيرات قصفاً مدفعياً وإطلاق نار من الآليات الإسرائيلية المتمركزة شمال غربي المخيم في ما يُعرف بـ"محور نيتساريم".

في سياق متصل، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 4 مجازر في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 52 شهيداً و128 مصاباً خلال 24 ساعة، ما يرفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 42 ألفاً و227 شهيداً و98 ألفاً و464 مصاباً".

وأفاد مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في مؤتمر صحفي اليوم الأحد، أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر في محافظات الشمال قتل فيها أكثر من 300 شخص منذ 9 أيام"، مشيراً إلى أنه "يسعى لإسقاط المنظومة الصحية وتحويل شمال القطاع إلى منطقة خراب ودمار شامل".

وأضاف: "تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع مخطط أمريكي إسرائيلي والاحتلال يسعى لتنفيذ تهجير هو أكبر وأخطر مخطط في القرن الحادي والعشرين".

وتابع: "ندين جرائم القتل والتجويع ومساعي الاحتلال الإسرائيلي لتدمير المنظومة الصحية في شمالي القطاع وندعو المجتمع الدولي، خصوصاً روسيا والصين، إلى التدخل لوقف جرائم الاحتلال في القطاع".

ولليوم الثامن على التوالي يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوماً برياً وحصاراً مطبقاً على شمال قطاع غزة، يتركز في منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لإفراغ تلك المناطق من السكان.

وبالتزامن مع فرض الحصار على شمال القطاع، تشهد محاور القتال تكثيف فصائل المقاومة لعملياتها واستهدافها لقوات الاحتلال. وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أن مقاتليها فجروا عبوة شديدة الانفجار في قوة إسرائيلية راجلة قوامها 15 جندياً في أثناء محاولتهم اقتحام أحد المنازل قرب مفترق الاتصالات غرب معسكر جباليا، وأوقعتهم بين قتيل وجريح.

كما أعلنت الكتائب استهداف مقاتليها دبابة ميركافا بقذيفة الياسين 105 في منطقة التوام شمال غزة.

وصباح 6 أكتوبر/تشرين الأول الحالي أعلن جيش الاحتلال بدء عملية عسكرية برية في جباليا بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، وذلك بعد ساعات من بدء هجمة شرسة (مساء 5 أكتوبر/تشرين الأول) على المناطق الشرقية والغربية شمالي القطاع، منها جباليا، هي الأعنف منذ مايو/أيار الماضي.

وبدعم أمريكي، خلفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ عام أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً