وافتتح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا المناقشة العامة للدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك أمس الثلاثاء، بترحيب خاص بالوفد الفلسطيني والرئيس محمود عباس، وحذر في كلمته من خطورة الامتداد الجاري للحرب في قطاع غزة إلى لبنان، ودعا إلى وقف إطلاق النار.
وقال لولا دا سيلفا إنّ "تحوّل حق الدفاع إلى حق الانتقام يعوق التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ويعرقل وقف إطلاق النار”.
وأكد الرئيس البرازيلي ما نادت به البرازيل من إصلاح للأمم المتحدة، قائلاً إنّ المنظمة العالمية "لا تقوم بدورها في تمثيل العالم ووقف الحروب".
جنوب إفريقيا
وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء: "نرحب بالدعم الذي قدمه عديد من البلدان للقضية التي رفعناها أمام محكمة العدل الدولية. إن أوامر محكمة العدل الدولية توضح أن هناك حالة إبادة جماعية واضحة ضد شعب غزة".
وأضاف رامافوزا: "نحن الجنوب إفريقيين نعرف كيف يبدو الفصل العنصري. لقد عشنا الفصل العنصري. عانينا ومتنا تحت نظام الفصل العنصري. لن نلتزم الصمت ونشاهد الفصل العنصري يُرتكب ضد الآخرين".
وشدد على ضرورة إنهاء المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون "من خلال الأمم المتحدة والأدوات التي بحوزتها". وأكد أن القانون الدولي "لا يمكن تطبيقه بشكل انتقائي، ولا توجد دولة أكثر مساواةً من أي دولة أخرى".
ودعا رامافوزا أيضاً إلى إجراء إصلاحات شاملة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مشدداً على أنه "لا يمكن أن يظل المجلس نادياً حصرياً لخمس دول". ودعا إلى إشراك إفريقيا ومناطق أخرى في عملية صنع القرار في المجلس.
قطر
بدوره، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن "العدوان السافر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة اليوم هو العدوان الأكثر همجية ووحشية واتساعاً"، واصفاً هذا الصراع بأنه "جريمة إبادة جماعية".
وأكد أن بلاده ستواصل جهود الوساطة في غزة، التي تعد "الخيار الاستراتيجي" رغم كل الصعوبات.
وانتقد أمير قطر أيضاً، مجلس الأمن الدولي لفشله في تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف أن "عضوية فلسطين في الأمم المتحدة لن تُنهي بؤسها أو الاحتلال، لكنها على الأقل سترسل رسالة إلى الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل المتورطة في تحدي الشرعية الدولية بأن القوة لا تُلغي الحقوق".
كولومبيا
وشدد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، من جهته أيضاً، على أنه "عندما تموت غزة فإن البشرية كلها سوف تموت".
وأضاف بيترو: "اليوم لدينا 20 ألف طفل ميت. ويضحك الرؤساء على هذا الوضع في الجمعية العامة للأمم المتحدة".
وتابع: "إن قوة أي دولة في العالم لم تعد تقاس بالقوة السياسية والاقتصادية، بل بتدمير البشرية. إن الرؤساء الذين يستطيعون تدمير البشرية لا يستمعون إلينا عندما نصوِّت لوقف الإبادة الجماعية في غزة".
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة، متجاهلةً قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.