زيلينسكي يعلن الاستعداد لاتفاق "مفيد" مع ترمب بشأن الأمن والاستثمار / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

وقال زيلينسكي في منشور على شبكة للتواصل الاجتماعي إنه عقد، أمس الخميس، "لقاء مثمراً" مع المبعوث الأمريكي في كييف، كيث كيلوغ.

وأضاف: "أجرينا مناقشة جيّدة، تناولت الوضع في ميدان المعركة، وسبل إعادة جنودنا أسرى الحرب، و(توفير) ضمانات أمنية فعّالة".

وأكّد الرئيس الأوكراني أن "قيام علاقات متينة بين أوكرانيا والولايات المتحدة يفيد العالم بأسره"، على حدّ تعبيره.

ولم يعقب اللقاء أي مؤتمر صحفي مشترك كما لم يصدر أي بيان مشترك، على عكس ما يجري عادة لدى زيارة موفد أجنبي.

تأتي تصريحات زيلنسكي، إثر انتقادات وجهها له نظيره الأمريكي، قائلاً في تدوينة على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، إن زيلينسكي أقنع واشنطن بإنفاق 350 مليار دولار للدخول في حرب لا يمكن كسبها". وكشف ترمب أن الرئيس الأوكراني اعترف بأن "نصف الأموال التي أرسلناها إليه مفقودة، ويرفض إجراء انتخابات، وتأييده منخفض".

وأضاف أنه لم يكن من الضروري أن تبدأ الحرب، لكنها حرب لن يتمكن زيلينسكي من تسويتها أبداً، من دون واشنطن وترمب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تتفاوض بنجاح مع روسيا على إنهاء الحرب "وهو أمر يعترف الجميع بأنه لا يمكن فعله إلا من ترمب وإدارته".

وبعد أن وصف زيلينسكي بأنه "ديكتاتور"، واصل ترمب خطابه المنحاز لموسكو قائلاً مساء الأربعاء إن الروس في هذا النزاع "سيطروا على كثير من الأراضي"، وبالتالي فإنهم "في موقع قوة".

وردّ زيلنسكي على هذه الانتقادات متهماً نظيره الأمريكي بـ"العيش في فضاء من المعلومات المضللة" خلقته روسيا، ليأخذ بذلك الخلاف منحى شخصياً.

انتقادات أمريكية لزيلينسكي

بدوره، قال الملياردير الأمريكي إيلون ماسك في منشور على منصة إكس، إن زيلينسكي "يحتقره شعب أوكرانيا"، حسب تعبيره.

كما اعتبر مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، أن انتقادات كييف للرئيس الأمريكي "غير مقبولة" وحضّ زيلينسكي على توقيع اتفاق يمنح الولايات المتحدة امتيازات للاستفادة من الموارد المعدنية والطبيعية لأوكرانيا.

وشدّد والتز على أنه يتعين على الأوكرانيين "تخفيف الحدة" و"توقيع ذلك الاتفاق".

وكان ترمب قد دعا كييف إلى تمكين بلاده من الاستفادة من ثروتها المعدنية تعويضاً عن عشرات مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية التي جرى تسليمها في عهد سلفه جو بايدن. لكن زيلينسكي رفض الاتفاق لعدم تضمّنه "ضمانات أمنية" وهو ما تطالب به كييف داعميها الغربيين في أي اتفاق مع روسيا لوقف الحرب.

دعم أوروبي

وفي أول رد فعل أوروبي على تصريحات ترمب، اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتز أن وصف زيلينسكي بالديكتاتور "أمر خاطئ وخطير".

كما أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في اتصال هاتفي الأربعاء، حسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، عن دعمه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، باعتباره "الرئيس المنتخب ديمقراطياً لأوكرانيا".

ومساء أمس الخميس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في بث مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي، إن "الرئيس الأوكراني جاء إلى السلطة من خلال انتخابات حرة، لكن هذا ليس هو الحال لـ(فلاديمير) بوتين، الذي يتلاعب بالانتخابات ويقتل معارضيه منذ فترة طويلة"، مضيفاً أنه "في الوضع الحالي، لا يحق لأحد أن يقول إن أوكرانيا ليس لها الحق في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أو حلف الناتو".

وأعلن البيت الأبيض أن ترمب سيلتقي في واشنطن نظيره الفرنسي الاثنين ورئيس الوزراء البريطاني الخميس المقبل، فيما تسعى أوروبا للتعامل مع تحوّل سياسة واشنطن حيال الحرب في أوكرانيا.

لقاء أمريكي-روسي

في غضون ذلك، أعلن الكرملين، أمس الخميس، أنه قرر مع واشنطن استئناف الحوار "في كل المجالات"، مؤكداً أنه "متفق تماماً" مع الموقف الأمريكي بشأن أوكرانيا.

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الخميس، إن عقد أي اجتماع محتمل بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي "سيعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان بإمكاننا إحراز أي تقدم بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا".

وأوضح روبيو أنه تطرق لعقد مثل هذا الاجتماع عندما التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في السعودية الثلاثاء الماضي، وأنه قال للافروف والمسؤولين الروس إنه "لن يكون هناك اجتماع حتى نعرف ما الذي سيتناوله".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً