ولفت بارنييه، في معرض تعليقه على مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو، والهجمات الإسرائيلية على لبنان خلال كلمة أمام الجمعية العامة للجمعية الوطنية الفرنسية، إلى أن الجنائية الدولية تتحرك بشكل مستقل، وأكد أن "فرنسا ملتزمة استقلالية هذه المحكمة".
وذكر أنه "لا ينبغي لفرنسا تفسير قرارات المحكمة الجنائية الدولية، بحيث لا تدعمها ولا تدينها"، وقال إن "فرنسا، كعادتها، ستنفذ التزاماتها بموجب القانون الدولي في هذا المجال، كما تفعل في مجالات أخرى".
"نلتزم القانون"
وفي سياق متصل، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، تعليقاً على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، إن "الحكومة الألمانية تلتزم القانون، لأنه لا أحد فوق القانون".
وأشارت بيربوك، في تصريحات للصحفيين، اليوم الثلاثاء، على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع المنعقد في إيطاليا، إلى أن اتخاذ المحكمة لهذا القرار في هذا التوقيت يعني أنها خلصت إلى أن ثمة أدلة كافية، وتابعت: "الحكومة الألمانية تلتزم القانون، لأنه لا أحد فوق القانون".
ووفقاً لتقارير إعلامية ألمانية، ناقشت بيربوك مع وزراء خارجية مجموعة السبع، كيفية التعامل مع قرار المحكمة والاعتقال المحتمل لنتنياهو في أثناء سفره إلى خارج إسرائيل.
"تحديات قانونية"
من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، اليوم الثلاثاء، إن هناك العديد من التحديات القانونية حول مذكرة اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضاف وزير الخارجية في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع نظرائه في مجموعة السبع "(هناك) العديد من التحديات القانونية، والجدوى تبدو لي نظرية للغاية لأن نتنياهو لن يذهب أبداً إلى بلد يمكن القبض عليه فيه".
وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الإبادة المتواصلة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة.
وبموجب قرار المحكمة التي لا تملك أفراد شرطة لتنفيذه، أصبحت الدول الأعضاء فيها ملزمة قانوناً باعتقال نتنياهو وغالانت إذا دخلا أراضيها، وتسليمهما إلى الجنائية الدولية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقيهما.
إلا أن البيت الأبيض أعرب عن رفضه مذكرتي الاعتقال، معتبراً أن المحكمة "ليست لديها صلاحية مقاضاة إسرائيل"، وفق بيان أصدره أحد متحدثي مجلس الأمن القومي الأمريكي بالبيت الأبيض، رداً على سؤال لمراسل الأناضول بشأن الموضوع.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول2023، إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
..