من جانبها، اتهمت وزيرة الخارجية الكونغولية رواندا بإرسال قوات جديدة إلى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في ما وصفته بـ"إعلان حرب".
وقالت تيريز كاييكوامبا واغنر خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي: "بينما أقف أمامكم، يحصل هجوم ذو خطورة غير مسبوقة أمام أعين العالم. عبَرَت قوات رواندية جديدة الموقعَين 12 و13 من النقطة الحدودية الفاصلة بين غوما (جمهورية الكونغو الديمقراطية) وجيسينيي (في رواندا)، لتدخل أراضينا في وضح النهار، في انتهاك صريح ومتعمَّد لسيادتنا الوطنية. هذا عدوان مباشر وإعلان حرب لا يمكن إخفاؤه وراء الحيل الدبلوماسية".
وطالبت واغنر مجلس مجلس الأمن بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على رواندا.
وقالت: "على مجلس الأمن أنّ يفرض عقوبات محدَّدة الهدف تشمل تجميد أصول ومنع سفر، ليس فقط على أفراد ضمن سلسلة قيادة القوات المسلّحة الرواندية، لكن أيضاً ضدّ صنّاع القرار السياسيين المسؤولين عن هذا العدوان".
كما دعت إلى "حظر كامل على صادرات جميع المعادن التي تحمل علامة رواندا".
وخلال الاجتماع أشارت عدة دول أعضاء بأصابع الاتهام إلى رواندا، بينها فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ولكن دولاً أخرى لم تذكر كيغالي بالاسم، مثل الصين أو الدول الإفريقية. وحتى الآن، لم يتهم المجلس عموماً رواندا بالمشاركة المباشرة في النزاع، إذ اكتفى بتأكيد أهمية وحدة أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقالت السفيرة الأمريكية بالوكالة لدى الأمم المتحدة دوروثي شاي: "نُدين بأشد العبارات اعتداءات رواندا و(إم 23) في غوما، ونطالب بوقف عاجل لاطلاق النار".
وأضافت أن "استخدام رواندا أسلحة وأنظمة متطورة يعرّض بعثة السلام التابعة للأمم المتحدة وأولئك الذين يفرون من العنف للخطر".
ونددت شاي أيضاً بالقصف المدفعي "العشوائي"، داعية قادة الكونغو الديمقراطية ورواندا و"إم 23" إلى "إعطاء أوامر واضحة بعدم استهداف المدنيين".
وبعد فشل وساطة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا برعاية أنغولا، تمكن متمردو حركة "إم 23" وما بين 3 و4 آلاف جندي رواندي، بحسب الأمم المتحدة، من تحقيق تقدُّم سريع في الأسابيع الأخيرة، وباتوا يطوّقون تطويقاً شبه كاملٍ غوما عاصمة إقليم شمال كيفو التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، وتضم أيضاً عدداً مماثلاً من النازحين.
وتدور اشتباكات الأحد على بعد كيلومترات قليلة من المدينة، وفق مصادر أمنية متطابقة.
وأعرب غوتيريش، الذي لم يكن وجّه اللوم بوضوح إلى كيغالي من قبل، عن "قلقه العميق إزاء تصاعد العنف"، ودعا "قوات الدفاع الرواندية إلى التوقف عن دعم حركة "إم 23"، وإلى الانسحاب من أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية".