حماس: المجازر الحالية تؤكد بدء إسرائيل "خطة الجنرالات" لفصل شمال القطاع / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

جاء ذلك في بيان مصور لحمدان نشرته الحركة على موقعها الإلكتروني الرسمي، مع مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 11 يوماً، حملة إبادة وتجويع بحق الفلسطين يين شمال قطاع غزة، وتكثيفه الغارات وإطلاق النار وتدمير وحرق المنازل.

وقال حمدان: "ما يحدث اليوم في شمال قطاع غزة، وتحديداً في جباليا ومخيمها، هو عملية إبادة جماعية مكتملة الأركان، يرتكب خلالها جيش الاحتلال الإرهابي المجازر بحق المدنيين ويقصف البيوت على رؤوس ساكنيها، ويضرب البنى المدنية من شوارع وأحياء سكنية، ومخابز ومستشفيات وآبار مياه".

وأضاف: "تتواصل لليوم 11 على التوالي الحملة العسكرية الإجرامية التي قررتها حكومة الاحتلال الفاشي في محافظة الشمال، حيث تحتشد المئات من الآليات، وآلاف الجنود، مع قوَّة نارية كبيرة، لتعزل شمال القطاع عن مدينة غزة، وتُطبق عليه الحصار، بمن فيه من مئات الآلاف من المواطنين المدنيين، حيث ارتقى أكثر من 342 شهيداً أغلبهم من النساء والأطفال". وتابع بأن "السكان يواجهون وضعاً إنسانياً مأساوياً مع تشديد الحصار، ومنع جميع وسائل الحياة من دخول الشمال".

خطة إسرائيلية

وأوضح حمدان أن الجرائم والمجازر المتصاعدة في شمال القطاع "تأتي في ظل أنباء وتقارير، تؤكّد بدء حكومة الاحتلال تنفيذ ما يُسمّى (خطة الجنرالات)، لفصل شمال قطاع غزة وتهجير سكانها".

ولفت إلى ما كشفته وسائل إعلام "من تسريبات حول تفاصيل هذه الخطة التي ترتكز على إحكام الحصار على شمال قطاع غزة، وقطع المساعدات الإنسانية عن مئات الآلاف من الفلسطينيين داخله، ومنعهم من الحصول على الطعام والشراب، واعتبار من سيبقى داخله مقاتلين، ما يعني إمكانية استهدافهم وقتلهم بعد إعلان المنطقة ’عسكرية مغلقة’".

وأشار إلى أن كل ما يُرصد على الأرض في شمال غزة من حصار وقصف وتدمير وعزل للمحافظة بالنار والآليات العسكرية عن مدينة غزة "يؤكد أننا أمام واحدة من أقذر الخطط العسكرية التي عرفها التاريخ الحديث، وضعها جنرالات فاشيون، منعدمون من أي أخلاق، أو شرف عسكري، في انتهاك صارخ واستهتار بكل القوانين والمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية".

وتابع: "ما يسمى بـ"خطة الجنرالات" الإجرامية، التي وضعتها حكومة الاحتلال موضع التنفيذ، هي تتويج لعام كامل من الإبادة الوحشية، التي استخدم فيها جيش الاحتلال الفاشي جميع وسائل القتل والإرهاب، وارتكب خلالها مجازر يندى لها جبين الإنسانية".

و"خطة الجنرالات" كشف عنها موقع "واي نت" العبري، في 4 سبتمبر/أيلول الماضي، وتهدف إلى "تحويل كامل المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (وسط القطاع)، أي محافظتي غزة والشمال، إلى منطقة عسكرية مغلقة". وأعد الخطة عسكريون إسرائيليون سابقون، وتقضي بـ"إجلاء السكان خلال أسابيع قليلة، وفرض حصار على المنطقة، لدفع المسلحين بمدينة غزة للاستسلام أو الموت"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في 22 سبتمبر/أيلول الماضي.

في سياق متصل، قال حمدان إن "تغاضي المجتمع الدولي ومنظومته ومؤسسات الأمم المتحدة، عن هذه الجريمة الخطيرة، بتهجير مئات الآلاف تحت وطأة القتل والقصف والتجويع ومنع كل سبل الحياة؛ يشكل انتكاسة غير مسبوقة في القيم والأسس التي بُنِيَت عليها هذه المنظومة".

وأضاف أن ذلك "يكشف مجدداً عجز وفشل المجتمع الدولي في وضع حد لغطرسة وفاشية وإجرام حكومة الاحتلال المتطرّفة وجيشه الإرهابي". ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى "تجاوز الإرادة الأمريكية المكبِّلة، والنظر في إجراءات فعالة وواضحة، للجم هذه الحكومة الفاشية، وفرض قرارات تحمي المدنيين العزل، وتوقف حرب الإبادة بحقّهم، وتتصدّى لخطط الاحتلال في شمال القطاع".

كما دعا "الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى التحرك العاجل، وتحمّل مسؤولياتهم السياسية والأخلاقية والإنسانية في الضغط الجاد والفاعل لوقف المذبحة المستمرة في قطاع غزة".

ومحملاً واشنطن مسؤولية المجازر الإسرائيلية، ذكر حمدان أن "المواقف الأمريكية التي تدعو يومياً إلى وقف هذه الإبادة، دون ترجمة عملية وضغط على نتنياهو وحكومته الفاشية، باتت تشكل أحد أدوات هذه الحرب الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني".

وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء اجتياح شمال القطاع للمرة الثالثة منذ بداية الإبادة بغزة، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، أسفرت عن أكثر من 141 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً