خيام النازحين في السودان / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

وفي نهاية يوليو/تموز الماضي، دعت واشنطن الطرفين المتحاربين إلى جولة جديدة من المفاوضات لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من سنة.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، إن "قوات الدعم السريع أعلنت موافقتها غير المشروطة على المشاركة"، وقد أعلنت القوات شبه العسكرية، أمس الثلاثاء، عن وصول وفدها إلى جنيف للمشاركة في هذه المحادثات.

لكن رئيس الوفد الحكومي السوداني المفاوض، وزير المعادن محمد بشير أبو نمو، أعلن، الأحد، انتهاء اجتماعات تشاورية مع الإدارة الأمريكية دون اتفاق على مشاركة الوفد في مفاوضات جنيف من عدمه.

وشدد بيرييلو على أن "هذه المحادثات امتداد لمحادثات جدة"، مشيراً إلى أنها "ستمضي قدماً" سواء بمشاركة الخرطوم أو دونها. ولفت إلى أنه في حال لم يحضر ممثلو الحكومة "سيتعذّر إجراء وساطة رسمية وسيكون تركيزنا منصبّاً على المسائل العملية".

البرهان يدعو لانسحاب الدعم السريع

ومساء أمس الثلاثاء، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان، في خطاب متلفز بمناسبة الذكرى السنوية رقم 70 لتأسيس الجيش السوداني الذي يقوده، إن "الذكرى الـ70 لسَوْدنة القوات المسلحة في 14 أغسطس/آب 1954 تمر ولا يزال أفراد القوات المسلحة يبذلون التضحيات الجسام للحفاظ على وحدة وكيان الدولة السودانية، ولإحباط أكبر مؤامرة تواجهها بلادنا في تاريخها"، في إشارة منه إلى الحرب مع قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية.

وأكد البرهان أنه "لا مساومة أو مهادنة في حقوق الشعب المشروعة في استعادة الأمن والاستقرار والقضاء على هذا العدوان الغادر مهما بلغ حجم التضحيات"، مضيفاً: "سنعمل بلا هوادة على أن نحتفل في العيد القادم لقواتكم المسلحة، وبلادنا قد تطهرت من دنس المليشيا (الدعم السريع)".

وتابع: "يجب أن نُذكر من يدعون كذباً للسلام، ونقول لهم: لا سلام والمليشيا المتمردة (الدعم السريع) تحتل بيوتنا ومدننا وقُرانا وتحاصرها، وتقطع الطرق إلى أجزاء مقدّرة من بلادنا الحبيبة"، وأكد أنه "لا وقف للعمليات العسكرية (من الجيش) دون انسحاب وخروج آخر مليشي من المدن والقرى التي استباحوا أهلها".

كما شدد البرهان على أن "طريق السلام أو وقف الحرب واضح ويبدأ بتطبيق ما اتفقنا عليه بجدة في مايو 2023"، إثر محادثات كانت تحت رعاية الولايات المتحدة والسعودية.

وينص اتفاق جدة على التزام طرفي الحرب في السودان "الامتناع عن أي هجوم عسكري قد يسبب أضراراً للمدنيين"، و"تأكيد حماية المدنيين"، و"احترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان".

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش و"الدعم السريع" حرباً، خلّفت نحو 18 ألفاً و800 قتيل، وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتتزايد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً