صورة جوية تظهر أشخاصاً يتجمعون في سجن صيدنايا بدمشق في 9 ديسمبر/كانون الأول 2024 / صورة: AFP  (AFP)
تابعنا

ويُعرف سجن صيدنايا العسكري بأنه المكان الذي كان يحتجز ويُعذب فيه المتظاهرون المناهضون للنظام بعد اعتقالهم.

وبحسب بيانات جُمعت من مصادر مفتوحة بشأن التعذيب والإعدامات التي شهدتها صيدنايا، فإن هناك مركزين للاعتقال في حرم السجن، هما "المبنى الأبيض" و"المبنى الأحمر".

وتظهر تقارير منظمات دولية أن النظام السوري المنهار نفذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء من خلال "الإعدام الجماعي" في صيدنايا، وتعمد إبقاء معتقليه في ظروف غير إنسانية، وحرمانهم بصورة منهجية من الغذاء والماء والدواء.

وكانت أغلبية المحتجزين في "المبنى الأحمر" من المدنيين المعتقلين منذ عام 2011 مع بدء ثورة الشعب السوري على النظام، في حين كان "المبنى الأبيض" يضم ضباطاً وجنوداً اعتُقلوا على خلفية "عدم الولاء" للنظام.

وبحسب تصريحات مسؤولين وسجناء سابقين في السجن، فإن أغلبية المعتقلين في المبنى الأحمر منذ عام 2011، هم مدنيون معارضون من شرائح المجتمع كافة.

وأوضح سجناء سابقون أنه جرى نقلهم إلى صيدنايا من مختلف أقسام القوات الأمنية التابعة للنظام المخلوع في شاحنات بيضاء تسمى "خزائن اللحوم"، وذكروا أنهم عندما وصلوا إلى السجن تعرضوا للضرب المبرّح والتعذيب، وهو ما سمّته سلطات السجن "حفلة ترحيب".

وحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مارس نظام البعث 72 نوعاً مختلفاً من التعذيب، بما في ذلك العنف الجسدي والنفسي والجنسي، وقُتل آلاف الأشخاص في المبنى الأحمر في عمليات إعدام سرية بعد احتجازهم في ظروف غير إنسانية.

وكان السجناء يعدمون في "غرفة الإعدام" الواقعة في الركن الجنوبي الشرقي من المبنى الأبيض في منتصف الليل.

وأشارت تقارير إلى أنه بين عامي 2011 و2015، شُنق ما يقرب من 50 شخصاً كل أسبوع، وأحياناً كل أسبوعين، وبعد تنفيذ عملية الإعدام، كانت تحمل جثث الضحايا على شاحنات وتنقل إلى مستشفى تشرين العسكري في دمشق لحفظ السجلات.

وبعد تسجيل وفاتهم في المستشفى على أنها أمراض في القلب أو التنفس، كانت ترسل الجثث إلى مشرحة تشرين ومنها إلى المقابر الجماعية التي في الأراضي العسكرية القريبة من دمشق وقرية نجها على الطريق العام بين السويداء ودمشق.

وفجر 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام المنهار من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاماً من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً