دبابة ميركافا مدمَّرة بعد هجوم المقاومة الفلسطينية في "7 أكتوبر" / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

وحسب نتائج التحقيق في الهجوم على مستوطنة ناحال عوز والقاعدة العسكرية داخلها التي سربتها القناة 12 العبرية الخاصة، قبل عرضها رسمياً على الجمهور، فقد أسفر الهجوم عن مقتل 15 مستوطناً وأسر 8 آخرين، إضافةً إلى مقتل 53 جندياً وأسر 10 آخرين داخل القاعدة العسكرية.

ولفت التحقيق إلى أن حركة حماس عدَّت قاعدة ناحال عوز أهم بؤرة استراتيجية في المستوطنات المجاورة لقطاع غزة، حيث جمعت معلومات استخبارية حولها لسنوات، مما مكَّنها من معرفة كل غرفة وكل نقطة داخل القاعدة، وأماكن وجود الحراس.

كما قدَّرت الحركة، وفق التحقيق، أن توقيت الهجوم الأمثل سيكون خلال أحد الأعياد اليهودية أو عطلة نهاية الأسبوع، نظراً إلى انخفاض عدد القوات داخل القاعدة.

الليلة التي سبقت الهجوم

وعن الليلة التي سبقت الهجوم، ذكر التحقيق أن مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، بدؤوا استعداداتهم للهجوم. ولفت إلى أن أحد مقاتلي القسام أخبر مجندة إسرائيلية، أُسرت لاحقاً وأُطلق سراحها في صفقة تبادل، قائلاً: "لا أفهم كيف لم تلاحظوا استعداداتنا في الليلة السابقة!".

وحسب التحقيق، فإن المؤشرات الواضحة على الأرض لم تدفع جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى اتخاذ أي استعدادات وقائية.

وقدَّر التحقيق أنه لو كان الجنود قد تمركزوا في مواقعهم، لكانت المعركة قد أخذت منحى مختلفاً تماماً.

وأورد التحقيق التسلسل الزمني للهجوم، إذ انطلقت في 6:30 صباحاً الموجة الأولى للهجوم بمشاركة 65 مقاتلاً، تسللوا بسهولة إلى القاعدة العسكرية التي تبعد بنحو 800 متر فقط عن حدود غزة. وكان في القاعدة آنذاك 162 جندياً، منهم 90 يحملون أسلحتهم.

وفي 6:45 صباحاً، أُصيب نائب قائد الكتيبة الإسرائيلية داخل القاعدة. وفرَّ الجنود في 7:05 صباحاً إلى الملاجئ، مما منح مقاتلي القسام تفوقاً ميد انياً داخل القاعدة.

وعند الساعة 7:40 صباحاً، تحرك أول التعزيزات الإسرائيلية على متن ناقلة جند مدرعة بقيادة قائد سرية، حيث بدأت في شن هجوم مضاد، وكان هذا أول اشتباك تُستخدم فيه مركبات عسكرية ضد مقاتلي القسام.

وفي 8:20 صباحاً فشل الهجوم المضاد، وأدى كمين نصبه مقاتلو القسام إلى مقتل قائد السرية الإسرائيلية. وعند الساعة 8:53 صباحاً، تمكن مقاتلو القسام من إعطاب الدبابة الإسرائيلية التي كانت متمركزة داخل القاعدة.

وبدأت الموجة الثانية للهجوم عند الساعة 9:00 صباحاً، بمشاركة 50 مقاتلاً من القسام، إذ "فعلوا ما يحلو لهم تقريباً في القاعدة".

كما بدأت الموجة الثالثة للهجوم بمشار كة 100 من مقاتلي القسام الساعة 10:00 صباحاً، وشملت أسر جنود من الدبابة، إضافةً إلى مجندات في القاعدة.

واحترقت غرفة العمليات داخل القاعدة عند الساعة 12:00 ظهراً، وانقطع الاتصال بالقيادة العسكرية.

والساعة 1:15 ظهراً، دخلت أول قوة إسرائيلية من وحدة ماغلان ولواء غفعاتي إلى المستوطنة، لكنها خاضت معركة طويلة مع المقاتلين، فيما وصلت قوات الإنقاذ لإخلاء الجرحى الساعة 2:00 ظهراً، وانسحبت القوات الإسرائيلية من الموقع الساعة 8:00 مساءً.

وذكر التحقيق أنه خلال الهجوم كان هناك حارس واحد على طول محيط القاعدة بالكامل، وفي بعض الأماكن وصل مقاتلو القسام إلى أسوار القاعدة قبل الجنود.

وقال: "إضافةً إلى ذلك، وعلى الرغم من أننا كنا نتمتع بميزة عددية تبلغ الضعف، فإن الجنود كانوا في وضع غير مواتٍ من حيث القوة النارية والأسلحة".

ورأى التحقيق أن انسحاب الجنود إلى الملاجئ داخل القاعدة كان يتوافق مع رغبة مقاتلي القسام، وهي القدرة على استهدافهم بأعداد كبيرة.

وحسبما قال مستوطنون من ناحال عوز لصحيفة هآرتس العبرية الخاصة، فإن الجيش لو كان قد وصل إلى ناحال عوز بحلول الساعة 10 صباحاً، لكان بالإمكان منع معظم القتل والأسر. وحسب الصحيفة ذاتها، قُتل خلال الهجوم 15 مدنياً وأُسر 8 آخرون، بينهم 3 لا يزالون في غزة.

غضب بعد تسريب التحقيق

تسريب التحقيق إلى وسائل الإعلام قبل عرضه على أهالي القتلى أثار غضبهم. إذ نقلت القناة 12 العبرية عن عائلات المجندات والجنود الذين سقطوا في القاعدة، قولهم: "لقد صُدمنا وتألمنا جراء تسريب التحقيق إلى القناة 12 قبل تقديمه لعائلات الضحايا".

وأضافوا: "أقل ما نستحقه هو معرفة الحقائق حول إخفاق الجيش قبل أن تصل إلى الجمهور".

ورأت العائلات أن "هذا التسريب يُعد وصمة عار على الجيش الإسرائيلي واستمراراً لسلوكه المهين تجاه العائلات".

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان عبر منصة إكس: "نناشد وسائل الإعلام كافة التوقف عن نشر أي معلومات عن التحقيقات في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول قبل عرضها على عائلات الضحايا والمجتمعات المحلية، وقبل الموافقة على نشرها رسمياً".

وأضاف: "تتسبب هذه المنشورات بأذى خطير لمشاعر العائلات، التي تضطر إلى معرفة التفاصيل، المليئة أحياناً بالمغالطات، حول وفاة أحبائها من خلال وسائل الإعلام قبل أن تتلقى هي نفسها المعلومات الكاملة رسمياً من الجيش الإسرائيلي".

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، هاجمت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة عبر عملية "طوفان الأقصى"، 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة القطاع بغية "إنهاء الحصار الجائر على غزة (الذي استمر لـ18 عاماً)، وإفشال مخططات الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيادتها على المسجد الأقصى".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً