وحسب تقرير نشرته القناة 12 العبرية، أمس الخميس، فإن الضيف "خطط لتنفيذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عند الساعة السادسة صباحاً، إلا أنه أجّل العملية بعدما لاحظ غياباً واضحاً للقوات الإسرائيلية في المنطقة، مثل الطائرات المسيَّرة والدبابات، مما أثار شكوكه في أن يكون الأمر مجرد خدعة عسكرية إسرائيلية".
وأضافت أنه "وبعد مرور نصف ساعة، وبعد أن تأكد من خلوِّ المنطقة من القوات الإسرائيلية، أصدر محمد الضيف الأمر المباشر لعناصر النخبة (لدى حماس) بتنفيذ الهجوم".
وفي نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت كتائب القسام استشهاد قائدها العام محمد الضيف، "بعد مسيرة طويلة توَّجها بعمليتي سيف القدس (2021) وطوفان الأقصى".
وأفادت القناة العبرية بأن التحقيقات تستند إلى "معلومات أدلى بها أسرى من عناصر النخبة التابعين لحماس، الذين أكدوا أن محمد الضيف كان على اتصال مباشر معهم خلال التخطيط للهجوم، وأن العملية لم تكن لتُنفذ في ذلك التاريخ دون موافقته المباشرة".
وقالت إن نتائج التحقيقات "عُرضت على الرقابة العسكرية الإسرائيلية منذ شهرين ونصف، ولم يُسمح بنشرها إلا مساء الأربعاء".
والجمعة، أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن "الضيف فكر بعد الساعة الخامسة من فجر يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في تجميد الهجوم المخطط له". وتابعت أن "الضيف المهووس بأمن المعلومات كان يسأل عمّا يدور ويحدث على الجانب الإسرائيلي"، للتأكد من عدم جاهزيته للهجوم.
ووصفت الصحيفة هذه اللحظة بأنها من أكثر اللحظات دراماتيكية التي جرى الكشف عنها في إطار التحقيقات التي يُجريها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأسباب التي أدت إلى الفشل الذريع في التصدي لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وعن مصدر تلك المعلومات لفتت إلى أن مصادر بارزة في حماس أبلغت ذلك لشخصية بارزة في الدول التي توسطت في صفقة الأسرى والمحتجزين ونقلتها بدورها إلى الجانب الإسرائيلي.
ووجهت الصحيفة انتقادات إلى أجهزة الأمن الإسرائيلية لإخفاقها في الكشف عن الهجوم، ووصفت ما جرى بـ"الإهمال". وأضافت أن "الأداة السرية"، وهي الوسيلة التكنولوجية التي تستخدمها الاستخبارات للوصول إلى أسرار حماس، لم تعمل بشكل سليم، ولم تقدم أي تحذير بشأن الهجوم.
وبدأ الضيف نشاطه العسكري أيام الانتفاضة الفلسطينية الأولى، إذ انضم إلى حماس في 1989، وكان من أبرز رجالها الميدانيين، فاعتقلته إسرائيل في ذلك العام ليقضي في سجونها سنة ونصف السنة دون محاكمة، بتهمة "العمل في الجهاز العسكري لحماس".
وأوائل تسعينيات القرن الماضي، انتقل الضيف إلى الضفة الغربية المحتلة مع عدد من قادة "القسام" في قطاع غزة، ومكث فيها مدة من الزمن، وأشرف على تأسيس فرع لـ"القسام" هناك.
في عام 2002، تولى قيادة كتائب القسام بعد اغتيال قائدها صلاح شحادة.
يُذكر أنه في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، هاجمت حماس 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين، رداً على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.
ووصف مسؤولون سياسيون وعسكريون وأمنيون إسرائيليون هجوم حماس (طوفان الأقصى) بأنه مثّل "إخفاقاً" سياسياً وأمنياً وعسكرياً واستخبارياً.
وبدعمٍ أمريكي، ارتكبت إسرائيل، بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.