تبون يهاجم فرنسا ويعلن عن حوار سياسي جزائري مطلع 2025. / صورة: AA (AA)
تابعنا

وقال تبون خلال خطابه الذي خُصص لعرض حصيلة ولايته الرئاسية الأولى (2019-2024) وما يعتزم القيام به في ولايته ثانية (2024-2029) بدأت في سبتمبر/أيلول الماضي، إنّ الجزائر تريد من فرنسا الاعتراف بجرائمها المرتبكة خلال الحقبة الاستعمارية، ولا تريد أي تعويض مادي "لأننا نبحث عن كرامة أجدادنا".

وأضاف أن "عدد شهداء الجزائر طيلة 132 سنة من الاستعمار يبلغ 5 ملايين و600 ألف، والشهيد الواحد خلال فترة المقاومة الشعبية أو الكفاح المسلح لا تعيده ملايين الدولارات"، مشيراً إلى أنه يطلب الاعتراف المعنوي، بعيداً عن الخرافات الفرنسية التي تزعم كذباً أن "الجزائر كانت مستنقعاً وقامت ببنائه فرنسا عند مجيئها".

وأكد أن الاستعمار الفرنسي "لم يجلب سوى الخراب" إلى الجزائر، التي كانت "تمنح القمح للرومان قديماً كما منحته (صدّرته) لفرنسا قبل 1830". وتابع: "لما دخل الاستعمار الفرنسي وجد كل الجزائريين متعلّمين، فيما عساكره جهال أمعنوا في التقتيل والتنكيل".

وذكّر بأبشع المجازر التي ارتكبها جيش الاستعمار الفرنسي، وعلى رأسه الجنرال بيجو (الحاكم العام بالجزائر 1841-1847)، الذي "كان إبادياً". وقال تبون: "فرنسا قتلت الجزائريين.. قتلت قبيلة بن شهرة في محافظة الأغواط (وسط) بالغاز، وقتلت قبيلة الزعاطشة (في محافظة بسكرة/جنوب) اختناقاً، حين دفعتهم باتجاه مغارات وأشعلت أمامها النيران".

وجدد الرئيس الجزائري تأكيد تمسكه بملف الذاكرة (تداعيات الاستعمار) مع فرنسا، ودعا المسؤولين الفرنسيين إلى طاولة الحوار وكشف كل شيء ثم الاعتراف.

ومخاطباً الفرنسيين قال: "عندما تبنون تمثالاً ضخماً للأمير عبد القادر (مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة) في قلب باريس، عندها نعترف لكم بأنكم رجعتم إلى وعيكم".

وأشار إلى استمرار احتجاز فرنسا لـ500 جمجمة تعود إلى جزائريين، قطعت رؤوسهم في القرن 19، ونُقلت إلى باريس "ولم نسترجع منها سوى 24 جمجمة"، داعياً فرنسا إلى تنظيف أماكن إجراء التجارب النووية بالصحراء الجزائرية بين عامَي 1960 و1966، قائلاً: "أنت أصبحت قوة نووية وتركت لي المرض.. تعالَ نظِّف الأوساخ التي تركتها".

على صعيد داخلي، أعلن تبون عن شروعه مطلع العام المقبل في إجراء حوار سياسي مع الأحزاب من "أجل تعزيز استقلال الدولة وتقوية الجبهة الداخلية". وقال إن هذا الحوار، الذي لم يحدد التاريخ الدقيق لانطلاقه، سيكون "جامعاً وعميقاً"، ويتوج بإصدار قوانين جديدة للأحزاب والجمعيات.

وتأتي هذه التصريحات في سياق أزمة سياسية حادة بين الجزائر وفرنسا، وصلت إلى حد سحب الجزائر سفيرها من باريس، واستدعائها للسفير الفرنسي. ورجعت السلطات الجزائرية هذا التصعيد إلى "ارتكاب الاستخبارات الخارجية الفرنسية أعمالاً عدائية على التراب الجزائري".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً