جاء ذلك في بيان مشترك صدر مساء السبت، عقب اجتماع بالعاصمة القطرية الدوحة شارك فيه وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وقطر، فيما ضمّ من جانب مسار أستانة وزيرَي خارجية تركيا وإيران وممثلاً عن روسيا.
وأكد المجتمعون وفق البيان الذي نشرته وكالة الأنباء القطرية أن "استمرار الأزمة السورية يشكّل تطوراً خطيراً على سلامة البلاد والأمن الإقليمي والدولي، الأمر الذي يستوجب سعي الأطراف كافة إلى حل سياسي للأزمة يؤدّي إلى وقف العمليات العسكرية وحماية المدنيين من تداعياتها".
وتوافق المجتمعون على "أهمية تعزيز الجهود الدولية المشتركة لزيادة المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وضمان وصولها بشكل مستدام ودون عوائق إلى كل المناطق المتأثرة"، بحسب البيان، كما شدّدوا على "ضرورة وقف العمليات العسكرية (في سوريا) تمهيداً لإطلاق عملية سياسية جامعة استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254".
وأوضحوا أن المطلوب من هذه العملية السياسية أن "تضع حدّاً للتصعيد العسكري الذي يؤدّي إلى سفك دماء مزيد من الأبرياء العزل وإطالة أمد الأزمة، وتحفظ وحدة وسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وتحميها من الانزلاق إلى الفوضى والإرهاب، وتضمن العودة الطوعية للاجئين والنازحين".
كما أكد المجتمعون، وفق البيان، "استمرار التشاور والتنسيق الوثيق بينهم من أجل المساهمة الفاعلة في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار والعدالة، فضلاً عن تعزيز الجهود الرامية إلى توطيد الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأعرب ممثلو الدول الثماني أيضاً عن دعمهم لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى حلّ سياسي للأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254.
والقرار 2254 أصدرته الأمم المتحدة عام 2015، ويعرب عن دعم عملية سياسية بقيادة سورية تيسّرها الأمم المتحدة، وتقيم حكماً ذا مصداقية يشمل الجميع، ولا يقوم على الطائفية، ويحدد جدولاً زمنياً وعملية لصياغة دستور جديد.
وفجر الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاماً من حكام نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وقبلها في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري المنهار وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيراً دمشق.