وربط بن غفير، وهو زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، الانسحاب بقبول زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بعد إقراره بعدم قدرته على التأثير وحيداً.
ومن المقرر الثلاثاء، أن ينعقد المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت) "للتصديق على اتفاق (محتمل) لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس"، وفق ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية الاثنين.
وأعلن سموتريتش، أمس الاثنين، معارضته الاتفاق المنتظر، لكنه لم يهدد بالانسحاب من الحكومة.
ويمكن لاتفاق بين بن غفير وسموتريتش أن يمنع الاتفاق، لكن بن غفير وحده غير قادر على إسقاط الحكومة.
ويملك بن غفير وسموتريتش معاً 14 مقعداً بالكنيست، وهي كافية لإسقاط الحكومة حال اتفاقهما، أما بن غفير وحده فلديه 6 مقاعد وهي غير كافية لإسقاط حكومة نتنياهو.
ولدى الحكومة 68 من مقاعد الكنيست الـ120 ويكفيها 61 من أجل البقاء، وفق النظام الإسرائيلي.
وهذا ما أشار إليه بن غفير في منشور على منصة "إكس" بقوله: "خلال العام الماضي، وباستخدام قوتنا السياسية، تمكنا من منع إتمام هذه الصفقة مراراً وتكراراً".
وأضاف: "ومع ذلك، منذ ذلك الحين، أضيفت أحزاب أخرى إلى الحكومة تدعم الآن الصفقة، ونحن لم نعد نشكّل بيضة القبان"، في إشارة إلى انضمام حزب "اليمين الوطني" برئاسة وزير الخارجية جدعون ساعر إلى الحكومة.
وتابع: "وهذا يعني أن رئيس الوزراء لن يمتنع عن التوقيع على الاتفاق إلا إذا كانت القوة التي تعارضه كبيرة بما فيه الكفاية، ولا تسمح له بذلك".
وأقر بأن "تأثير "القوة اليهودية" ليس كافياً في التشكيلة الحكومية الحالية ليكون أداة ضغط لمنع الصفقة، وانسحابنا وحده لن يمنع تنفيذها".
وتابع: "لهذا السبب فإنني أدعو صديقي وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى الانضمام إليّ والتعاون الكامل ضد الصفقة الفظيعة التي يجري نسجها، وإبلاغ رئيس الوزراء معاً بشكل واضح وحاسم بأنه إذا جرت الصفقة، فسوف ننسحب من الحكومة معاً".
وقال بن غفير: "أدعو رئيس الوزراء إلى العودة إلى رشده، واتخاذ الخطوات التي من شأنها أن تؤدي إلى هزيمة حماس وإطلاق سراح الرهائن دون إهمال أمن إسرائيل، الوقف الكامل لنقل المساعدات الإنسانية والوقود، الكهرباء والمياه إلى غزة، مع استمرار الهزيمة العسكرية لحماس حتى هزيمتها الكاملة".
والاثنين، قالت مصادر فلسطينية (رفضت الكشف عن هويتها) إن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بقطاع غزة "شبه جاهز وتوقيعه قد يكون قبل الجمعة"، مضيفة أن "الوضع شبه جاهز، في حال سارت الأمور على ما هي حالياً، والتوقيع غالباً الجمعة أو حتى قبلها".
وعلى مدار الأسابيع الماضية، كثف الوسطاء جهودهم لعقد لقاءات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل، مما أدى إلى "تحقيق تقدم كبير في المفاوضات"، فقد أصبحت تفاصيل الصفقة شبه مكتملة بنسبة 90%، حسب وسائل إعلام عبرية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.