صورة في الضاحية الجنوبية لبيروت تظهر بقايا البيجر المتفجر أمس في لبنان . / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

ووفق ما نقلته قناة "الميادين" عن مصادر أمنية لم تسمها، كانت هذه القطعة تحتوي على مواد متفجرة ما يعني أن التفخيخ جرى بشكل دقيق ومخفي داخل مكونات الجهاز نفسه. فيما تبرأت شركة غولد أبولو التايوانية، في وقت سابق اليوم، من تصنيع أجهزة "بيجر" التي جرى تفجيرها في لبنان.

وأفادت الشركة التايوانية، في بيان، بأنها وقعت اتفاقاً قبل 3 سنوات مع شركة أوروبية مقرها بالعاصمة المجرية بودابست تدعى بي إي سي "BAC"، يمنحها ترخيصاً بتصنيع الأجهزة واستخدام اسم الشركة، وهي من صنّعت أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان.

وأضافت المصادر الأمنية، في حديثها مع قناة "الميادين"، أن هذه المواد المفخخة والمتفجرة "لا تُكشف عند أي فحص عبر الأجهزة المتعارف عليها، ولم يكن في الإمكان لأجهزة الكشف المتوفرة وحتى لدول ومطارات عالمية كشف المادة المفخخة المزروعة وبتقنيات مركبة لخوارزميات خاصة بهذه العملية".

ورجحت المصادر أن يكون جهازا الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" وشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" يقفان "وراء هذه الضربة العدوانية".

وعن طريقة التفجير، ذكرت المصادر أنّ "التفجير نُفذ عبر الرسالة بتكنولوجيا متطورة أيقظت المادة المخفية المتفجرة، إذ لم تكن بطارية البيجر في ذاتها من أوجد الموجة الانفجارية، بل كانت مادة الليثيوم التي تغذي الجهاز عند استقبال الرسالة المتسببة في التفجير".

وأوضحت أن "المادة التفجيرية وُجّهت بهدف القتل، ولا سيما تلك الأجهزة المعلقة في الخصر، كي تدخل موجة التفجير إلى الجسم مباشرة"، وأضافت أنّه بحدود 4 ثوان، بعد تلقي صوت الاتصال برسالة خطية، "انفجرت الأجهزة تلقائياً، سواء في وجه من فتحها أو من لم يفتحها".

وختمت بالقول: "إضافة إلى جرائمها العسكرية غير المسبوقة في قطاع غزة تكون إسرائيل بهذه العملية العدوانية قد تخطت القواعد المحرمة في الحروب الأمنية كلها".

والثلاثاء، قُتل 12 شخصاً وأصيب نحو 2800 آخرون، بينهم قرابة 300 بحالة حرجة، جراء هجوم تسبب في تفجير آلاف من أجهزة "بيجر" يستخدمها "حزب الله" بصفة خاصة في الاتصالات، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة اللبنانية.

ودون إيضاحات عن الكيفية، اتهمت الحكومة اللبنانية و"حزب الله" إسرائيل بتنفيذ الهجوم الذي تسبب في تفجير أجهزة "البيجر"، وتوعد الحزب إسرائيل بـ"حساب ‏عسير". فيما قابلت إسرائيل ذلك بصمت رسمي، وتنصل مكتب نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك على منصة إكس ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن الهجوم قبل أن يحذفه.

ويدفع نتنياهو بقوة منذ أيام نحو شن عملية عسكرية ضد لبنان في مواجهة "حزب الله"، تحت وطأة ضغوط داخلية جراء استمرار قصف الحزب لمواقع عسكرية إسرائيلية، والإخفاق في إعادة عشرات آلاف من المستوطنين الذين نزحوا من الشمال مع بدء الاشتباكات على جبهة لبنان.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر "الخط الأزرق" الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ما خلّف أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً