أمضى عشرات السوريين ليلتهم في العراء قرب جسر في دمشق، وكانوا لا يزالون في المكان الأربعاء، في انتظار وصول أقربائهم من السجناء المشمولين بقانون العفو الذي أعلن عنه النظام السوري.
وأفاد وكالة الصحافة الفرنسية بأن مئات الرجال والنساء كانوا تَجمَّعوا منذ ظهر الثلاثاء في المنطقة التي تُعَدّ نقطة انطلاق رئيسية للحافلات إلى مختلف المحافظات. وتَسلَّق شبان الجسر وافترشت نساء الأرض في حديقة مجاورة في انتظار سماع خبر أو وصول سجناء، ومنهم من مضى على اعتقاله أكثر من عشر سنوات.
وأصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد السبت مرسوماً قضى "بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين" قبل 30 أبريل/نيسان 2022، "عدا التي أفضت إلى موت إنسان والمنصوص عليها في قانون مكافحة الإرهاب".
ويُعَدّ المرسوم، وفق ناشطين، الأكثر شمولاً في ما يتعلق بجرائم "الإرهاب" لعدم تَضمُّنه استثناءات كما جرت العادة في المراسيم السابقة.
وذكرت وزارة العدل التابعة للنظام أنه "تم خلال اليومين الماضيين إطلاق سراح مئات السجناء الموقوفين من مختلف المحافظات السورية"، على أن يُصار إلى إطلاق جميع المشمولين بالعفو "تباعاً خلال الأيام المقبلة" في انتظار استكمال الإجراءات. ولم تنشر الوزارة قوائم بأسماء أو أعداد من يشملهم العفو.
وجاء صدور العفو بعد نشر صحيفة الغارديان البريطانية ومعهد "نيولاينز" الأسبوع الماضي مقاطع فيديو مروعة تعود إلى عام 2013 تُظهِر تصفية عشرات الأشخاص على أيدي عناصر من قوات النظام في حي التضامن بدمشق.
وتُعَدّ قضية المعتقلين والمفقودين من أكثر ملفات التي يتكتم عليها النظام السوري، ومنذ 2011 تطالبه المؤسسات الدولية والحقوقية بفتح هذا الملف والإفراج عن المعتقلين، بلا استجابة.