وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أمس الاثنين، إنّ "فرنسا تدعو الأطراف وأولئك الذين يدعمونهم إلى وقف التصعيد وتجنّب اندلاع حريق إقليمي سيكون مدمّراً للجميع، بدءاً بالسكان المدنيين".
وتابع بارو: "لهذا السبب طلبتُ عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن لبنان هذا الأسبوع"، مضيفاً أنه "في هذه اللحظة أفكر بالشعب اللبناني في الوقت الذي تسبّبت فيه غارات إسرائيلية لتوّها بسقوط مئات الضحايا المدنيين، بما في ذلك عشرات الأطفال".
وشدد على أن "هذه الضربات التي يجري تنفيذها على جانبَي الخط الأزرق وعلى نطاق أوسع في المنطقة بأسرها يجب أن تتوقف فوراً".
من جهته قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية لوكالة الصحافة الفرنسية: "لدينا أفكار ملموسة سنناقشها مع حلفائنا وشركائنا هذا الأسبوع لمحاولة إيجاد سبيل للمضيّ قُدماً على هذا الصعيد".
وأضاف أنّ الولايات المتحدة تسعى لإيجاد "مخرج يمنع في المقام الأول مزيداً من التصعيد في القتال"، قائلًا: "لا أستطيع أن أتذكر، على الأقل في الذاكرة الحديثة، فترة أدى فيها التصعيد أو التكثيف إلى تهدئة جوهرية وأدى إلى استقرار كبير للوضع".
وأعرب عن أمله بأن تتيح المقترحات الأمريكية "خفض التوترات والانتقال إلى عملية دبلوماسية تتيح للمجتمعات على جانبي الحدود، على جانبي الخط الأزرق، أن تعود بأمان إلى ديارها في المستقبل القريب".
ولم يشأ المسؤول شرح "الأفكار الملموسة" بشكل مفصّل، لكنه أشار إلى أنّ وزير الخارجية أنتوني بلينكن وغيره من كبار المسؤولين الأمريكيين سيناقشونها خلال اجتماعات ستُعقد على هامش أعمال الجمعية العامة.
وجدّد المسؤول الأمريكي معارضة الولايات المتحدة غزواً برياً إسرائيلياً للبنان، قائلاً: "لا نعتقد بالتأكيد أن الغزو البري للبنان سيسهم في تخفيف التوتر في المنطقة".
ومنذ صباح الاثنين يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوماً هو "الأعنف والأوسع والأكثر كثافة" على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، أسفر عن مقتل 492 شخصاً وإصابة 1645، بينهم أطفال ونساء، وفق حصيلة غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية.
في المقابل يستمر انطلاق صفارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق حزب الله عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر الخط الأزرق الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح، معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلّفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.