عائلات الشهداء الفلسطينيين بجباليا / صورة: AA (AA)
تابعنا

وأعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة السبت، أن 200 ألف مواطن بمنطقة جباليا يواجهون خطر الموت إما نتيجة القصف الإسرائيلي وإما بسبب الجوع والعطش، في ظل الحصار البري المستمر لليوم السابع على التوالي.

وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، في مقطع فيديو نشره عبر منصة تليغرام: "قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر جباليا لليوم السابع على التوالي، والسكان هناك بلا ماء ولا طعام ولا مقومات للحياة". وأضاف: "200 ألف مواطن في منطقة جباليا يواجهون خطر الموت إما بالقصف الإسرائيلي وإما الجوع والعطش في ظل الحصار البري المستمر".

وتابع: "الاحتلال لم يسمح للطواقم الطبية والدفاع المدني بالتزود بالوقود والمستلزمات الطبية، مما يؤثر سلباً في واقع المواطنين المحاصَرين". وطالب بصل المؤسسات الدولية "بأداء واجبها الإنساني لحماية المواطنين في جباليا شمالي قطاع غزة".

من جانبها، دعت وزارة الداخلية في قطاع غزة السبت، سكان شمال القطاع إلى عدم الاستجابة لتهديدات إسرائيل بإخلاء منازلهم والانتقال إلى الجنوب، الذي يشهد قصفاً إسرائيلياً مستمراً وعمليات قتل في مناطق يزعم الجيش الإسرائيلي أنها "آمنة". وقالت الوزارة: "ندعو جميع أبناء شعبنا إلى مزيد من الثبات وعدم مغادرة منازلهم، خصوصاً في المناطق التي وجّه الاحتلال لها تهديدات صباح اليوم في مناطق: الصفطاوي، وأبو إسكندر بحي الشيخ رضوان (شمال غزة)".

وأضافت: "نوجه المواطنين أنه حال شعورهم بالخطر الانتقال إلى أقرب مكان مجاور لمنطقة سكنهم، وعدم التوجه إلى جنوب قطاع غزة الذي يعاني من القصف المتواصل والقتل المستمر الذي يمارسه الاحتلال يومياً في المناطق التي يدّعي أنها آمنة"

في سياق متصل، قالت وزارة الصحة في غزة، في بيان، إن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد عائلات بالقطاع خلال 24 ساعة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 49 شهيداً و219 مصاباً". وأضافت أن "عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفع إلى 42 ألفاً و175 شهيداً و98 ألفاً و336 مصاباً".

مجازر بجباليا

وأكدت مصادر طبية "استشهاد 24 فلسطينياً وإصابة نحو 90 آخرين نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منازل للمواطنين شمالي قطاع غزة وتجمعاً للمواطنين قرب ميناء مدينة غزة".

من جهته، أوضح جهاز الدفاع المدني، في بيان عبر منصة تليغرام، أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت عدة منازل في منطقة جباليا البلد، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

كما أفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي كثف قصفه المدفعي الليلة الماضية على جباليا وأطراف شمال مدينة غزة. وكانت الطائرات المسيرة من نوع "كواد كابتر"، وفق الشهود، تطلق النيران على منازل المدنيين وكل من يتحرك في الشوارع.

وفي مدينة غزة، استُشهد فلسطينيان اثنان في قصف إسرائيلي استهدفهما قرب ميناء الصيادين غربي المدينة.

وتزامناً مع استمرار القصف العنيف، وجّه جيش الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين أوامر بإخلاء منازلهم قسراً، إذ قال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة "إكس"، صباح اليوم: "إلى سكان غزة، إلى الموجودين في منطقة D5، جيش الدفاع يعمل بقوة شديدة ضد المنظمات وسيواصل ذلك ولفترة طويلة".

وأرفق البيان بخريطة للمناطق المحددة، مظللة باللون الأحمر، قائلاً: "المنطقة المحددة، بما في فيها المآوي الموجودة فيها، تعتبر منطقة قتال خطيرة، يجب إخلاؤها فوراً عبر شارع صلاح الدين باتجاه المنطقة الإنسانية (جنوب القطاع)".

وتشمل المناطق التي حددها جيش الاحتلال تحت اسم "D5"، جباليا النزلة شمالي قطاع غزة، وصولاً إلى الأطراف الشمالية لمدينة غزة وهي مناطق الصفطاوي وشارع أحمد ياسين، وأجزاء من حي الشيخ رضوان.

ويقطن في هذه المناطق عشرات الآلاف من الفلسطينيين إضافة إلى أن آلاف نزحوا إليها من مخيم جباليا وبلدات جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون مع بداية اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي لها قبل أسبوع.

انتقاماً من المدنيين

وقالت حركة حماس، في بيان، إن "مجازر الاحتلال النازي باستهداف مربع سكني في جباليا البلد مساء الجمعة، التي أوقعت عشرات الشهداء والمصابين، هي استمرار لحرب الإبادة الصهيونية الإجرامية المستمرة بغطاء أمريكي بحق شعبنا".

وأشارت الحركة إلى أن "مجازر الاحتلال التي تشتد هذه الأيام ضد أهلنا في جباليا تهدف لمعاقبتهم على صمودهم على أرضهم ورفضهم كل محاولات التهجير".

وتابعت: "الجرائم الإرهابية النازية التي تتواصل للعام الثاني تؤكد للعالم أن هذا الكيان المارق الفاشي متعطش للدماء والانتقام ولمزيد من الإبادة الجماعية بحق شعبنا في غزة والشعب اللبناني".

وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية برية في جباليا بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، وذلك بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية شمالي القطاع منها جباليا هي الأعنف منذ مايو/أيار الماضي.

وبدعم أمريكي، خلفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ عام، أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً