يتدهور الوضع الإنساني في شمال غزة بسرعة مع استمرار الحصار المطبق ومنع وصول الإمدادات الإغاثية والإنسانية / صورة: AA (AA)
تابعنا

وقال المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، رائد النمس، في حديث مع وكالة الأناضول إن "6 مركبات إسعاف خرجت عن الخدمة تماماً بسبب نفاد الوقود ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال أي كميات من الوقود إلى شمال القطاع ضمن الحصار المطبق الذي يفرضه هناك".

وأوضح أن هذا التوقف أدى إلى "شلل في القدرة على تقديم الخدمات الإسعافية للمصابين والمرضى هناك".

وعلى مدار سنة من حرب الإبادة، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمد استهداف مركبات الإسعاف التابعة لها، ما أدى إلى خروج معظمها عن الخدمة.

وذكر النمس أن استمرار الهجوم الإسرائيلي والحصار المفروض على شمال غزة، أعاق عملية إجلاء 80 مريضاً من مستشفيات الشمال إلى مستشفيات مدينة غزة ووسط وجنوبي القطاع.

وعن ذلك يوضح: "الجمعية أدخلت خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية 6 مركبات إسعاف إضافية إلى شمال القطاع لإجلاء 80 مريضاً، لكنَّ الأزمة ما زالت قائمة ولم تجرِ عملية الإجلاء".

وأشار إلى أن توقف مركبات الإسعاف يتزامن مع "نقص حاد في المعدات الطبية والوقود والأدوية داخل مستشفيات شمال قطاع غزة، ما يضع الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون هناك، في دائرة الخطر الشديد".

وفي وقت سابق، أعلن ماهر شامية، وكيل مساعد وزارة الصحة، أن "الجيش أعاد وفد منظمة الصحة العالمية المكلف بإجلاء مرضى العناية المركزة والأطفال من مستشفيات الشمال، ولم يسمح له بالوصول إلى شمال القطاع".

وأوضح شامية أن جيش الاحتلال منع دخول شاحنات الوقود إلى مستشفيات غزة والشمال للمرة الخامسة على التوالي منذ بدء العملية العسكرية، الأحد الماضي.

وحول الوضع الإنساني والصحي قال رائد النمس إن الوضع الإنساني في محافظة الشمال يتدهور بشكل سريع مع استمرار الحصار الإسرائيلي، وتابع: "هذا الحصار يمنع وصول الإمدادات الأساسية الإنسانية والصحية والإغاثية إلى المحافظة".

ومنذ 6 أيام، قال فلسطينيون في شمال القطاع ومؤسسات رسمية إن جيش الاحتلال فرض حصاراً مطبقاً على المنطقة ويمنع دخول الإمدادات الأساسية كالمياه والطعام والأدوية، كما يمنع مغادرة المواطنين ويستهدفهم بالقذائف والنيران.

وأوضح النمس أن صدور أوامر الإخلاء الإسرائيلية القسرية لمناطق الشمال والتهديدات التي وُجهت إلى السكان والطواقم الطبية هناك "تسببت في خروج 4 نقاط طبية ميدانية عن الخدمة".

وذكر أن مستشفيات شمال القطاع تواصل عملها رغم الظروف الخطيرة التي تتعرض لها من تهديدات إسرائيلية أو استهداف مستمر لفرقها الميدانية.

وأشار إلى أن النقص الحاد في المعدات الأساسية والمستلزمات الطبية، مثل الأكسجين وأدوية التخدير، يفاقم الظروف الصعبة التي تمر بها المستشفيات.

ويواصل جيش الاحتلال لليوم السادس هجومه البري على مخيم جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون (شمال)، وسط حصار بري مطبق، حيث يمنع أي محاولات للدخول والخروج بإطلاق النار المباشر تجاه كل من يتحرك، وفق شهود عيان.

وخلال الأيام الماضية، كثف جيش الاحتلال هجماته البرية والجوية شمال القطاع، ما أسفر عن استشهاد وجرح عشرات الفلسطينيين، فيما يقول جهاز الدفاع المدني الفلسطيني إن جثث الشهداء ما زالت تحت أنقاض المنازل المدمرة وفي الشوارع وسط تعذر انتشالها جراء الاستهداف المتعمد لطواقم الإنقاذ.

هذه الهجمات وأعمال "الإبادة والتطهير العرقي" التي تتعرض لها المناطق الشرقية والغربية لمحافظة الشمال، التي بدأت منذ الأحد، هي الأعنف منذ مايو/أيار الماضي، حيث أعلن الاحتلال شن العملية بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".

وفي بلدة جباليا، يعد هذا الهجوم الإسرائيلي البري الثالث على المنطقة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

والاثنين، أنذر جيش الاحتلال الفلسطينيين بإخلاء مساكنهم في بلدة ومخيم جباليا وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا والتوجه جنوبا عبر "ممر آمن"، وسط تحذير وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة المواطنين من الاستجابة لذلك، معتبرة إياه "خداعا وكذبا".

وبدعم أمريكي، أسفرت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023، عن أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوا مر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال "الإبادة الجماعية" وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً