أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستقدم حزمة جديدة من المساعدات العسكرية بقيمة ملياري دولار لأوكرانيا، بالتزامن مع دخول حرب روسيا ضد كييف عامها الأول.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سواليفان، في تصريحات صحفية مساء الخميس، إن واشنطن "تعلن اليوم عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة ملياري دولار"، دون الكشف عن تفاصيل هذه الحزمة الجديدة من المساعدات، حسب ما نقلت شبكة "سي إن إن".
جاء ذلك بعد أيام من إجراء الرئيس جو بايدن زيارة "مفاجئة وخاطفة" إلى أوكرانيا، قبيل توجهه إلى بولندا للمشاركة في قمة مجموعة دول "بوخارست التسع" وهي دول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي "ناتو".
وأكد بايدن خلال زيارته إلى كييف استمرار الدعم المقدم من بلاده إلى السلطات الأوكرانية وإمدادها بجميع الوسائل التي تحتاج إليها من أجل "الانتصار على روسيا".
وكان مسؤولون بارزون من المرافقين لبايدن، قد كشفوا في تصريحات متفرقة أن الأخير وعد نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته بمزيد من المساعدات بينها "المدفعية والذخيرة".
تضامن غربي واسع
وعلى هذا النحو، أعربت دول غربية عدة عن تضامنها الواسع مع أوكرانيا، في ذكرى مرور عام على الحرب.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، الجمعة، عن حزمة جديدة من العقوبات والتدابير ضد روسيا.
وقال إن بلاده حظرت تصدير "كل عنصر (المواد والسلع) تستخدمه روسيا في ساحة المعركة حتى الآن".
ويشمل الحظر "مئات البضائع من قطع غيار الطائرات ومعدات الراديو والمكونات الإلكترونية التي يمكن أن يستخدمها العسكريون الروس"، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية.
ونقل البيان عن المخابرات العسكرية البريطانية قولها إن نقص هذه المواد في روسيا نتيجة للعقوبات "قد يؤثر بالفعل على قدرتها على إنتاج معدات للتصدير، مثل المركبات المدرعة وطائرات الهليكوبتر الهجومية وأنظمة الدفاع الجوي".
بدوره، ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطاب تأييد ودعم للشعب الأوكراني، في الذكرى الأولى للحرب.
وقال إن فرنسا "تقف إلى صفكم (الأوكرانيين)، وليحيَ التضامن والسلام والانتصار".
من جهته، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إن بلاده تعتزم طرح حزمة عقوبات جديدة على روسيا، في اجتماع مجموعة السبع المقرر عقده افتراضياً، في وقت لاحق من اليوم.
وقال في تصريحات صحفية إن مجموعة السبع ستطالب الدول بعدم تقديم مساعدات عسكرية إلى روسيا، حسب ما نقلت صحيفة "ذا جابان تايمز".
في غضون ذلك، أعلنت السويد اعتزامها تزويد أوكرانيا بـ"عشر دبابات ليوبارد 2 وبأنظمة مضادة للطيران".
وقالت الحكومة السويدية في بيان إنها سترسل "10 دبابات من طراز ليوبارد 2 إلى القوات المسلحة الأوكرانية في إطار مبادرة دعم أوروبية وأطلسية".
كما كشفت السويد أنها ستتبرع بنظامين للدفاع الجوي من نوع "Iris-T" و"Hawk" لأوكرانيا.
بولندا تسلم أوكرانيا أول دفعة من دبابات "ليوبارد 2"
من جانبها، قالت الرئاسة البولندية، في تصريحات صحفية، إن رئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي "أحضر أول دفعة من دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، خلال زيارته اليوم إلى العاصمة كييف"، حسب ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".
ووصل مورافيتسكي إلى كييف لتأكيد دعم بلاده لأوكرانيا وشعبها، مع حلول الذكرى الأولى للحرب التي شنتها موسكو في 24 فبراير/شباط 2022.
ولم تكشف الحكومة البولندية، حتى عصر الجمعة، عن عدد الدبابات التي تسلمتها كييف اليوم.
وفي السياق، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تصريحات أدلى بها عصر اليوم، أن دبابات ليوبارد "موجودة بالفعل في أوكرانيا"، حسب ما نقلت وسائل إعلام أوروبية.
وسبق أن وعدت بولندا بإرسال 14 مركبة "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، في إطار الدعم الأوروبي لتعزيز قدرات كييف القتالية.
عقوبات أمريكية إضافية
وفي إطار الدعم الغربي لأوكرانيا، أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، فرض عقوبات إضافية على روسيا تستهدف المصارف والصناعات العسكرية على خلفية مساعدتها موسكو في حربها المستمرة منذ عام.
وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان، أن العقوبات طالت "شخصيات أوروبية تساعد الجيش الروسي".
ووفقاً للبيان، جرى إدراج عشرات المؤسسات المالية في حزمة العقوبات الجديدة، ومنها أكبر بنك عام غير حكومي في روسيا، ومستوردون للإلكترونيات الدقيقة ومنتجو ألياف الكربون، وهي مادة رئيسية لأنظمة الدفاع.
وتضمنت الحزمة أسماء أكثر من 30 شخصاً وشركة يُزعم أنها مرتبطة بجهود روسيا في التهرب من العقوبات.
وكشف البيان أن من بين المشمولين بالعقوبات "رجل الأعمال السويسري الإيطالي والتر موريتي، وتاجر السلاح الروسي نور مراد قربانوف والذي يُزعم أنه مثل شركات دفاع روسية وبيلاروسية في الخارج".
وطالت العقوبات الجديدة أيضاً رجل الأعمال الروسي ألكسندر يفغينيفيتش أودودوف، الصهر السابق لرئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين.
وخلال العام الماضي، فرضت الدول الغربية عقوبات مباشرة على نحو 2500 شركة روسية، ومسؤولين حكوميين، وشخصيات مقربة من الرئيس فلاديمير بوتين، إضافة إلى عائلاتهم.
وتحرم العقوبات المستهدفين منها من الوصول إلى حساباتهم المصرفية الأمريكية والأسواق المالية، وتمنعهم من التعامل مع الأمريكيين والسفر إلى الولايات المتحدة، وغيرها من القيود.
وأطلقت روسيا قبل عام، هجوماً على أوكرانيا تبعه ردود فعل دولية غاضبة، وتشترط موسكو تخلي كييف عن أي خطط للانضمام إلى أي كيانات عسكرية والتزام الحياد، ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً في سيادتها".