صنفت الجمعية الأميركية للأفلام MPAA فيلم "الهالوين 2018 " بـ R وذلك لما يحتويه من مشاهد "العنف الرهيب والصور الدموية والاستخدام الوجيز للمخدرات والعُري". و صنفت فيلم "فينوم" بـ PG-13بمعنى تحذير الوالدين بشدة لما يحتويه الفيلم من سلسلة مكثفة من العنف والخيال العلمي. في الوقت الذي يعتقد بعض الآباء أن فيلم "فينوم" مرعب جداً للأطفال دون سن 13 عاماً، بحسب ما نشره الموقع العلمي "سيكولوجي توداي".
فماهي الأسس التي تصنف على أساسها الأفلام؟ وهل تخضع عملية تصنيف الفيلم فيما إذا كان ملائماً للأبناء أم لا إلى طرق علمية أم تجارية؟
يتم تصنيف جميع الأفلام والمسلسلات التلفزيونية من قبل مجموعة تدعى MPAA – Motion Picture Association of America الجمعية الأميركية للأفلام. كأداة للآباء لتحديد ما إذا كان فيلم معين مناسباً لأطفالهم من مختلف الأعمار.
قامت جمعية MPAA بإصدار تصنيفاتها العمرية في 1968 وما زالت هذه التصنيفات قائمة ليومنا هذا بالرغم من عدم وجود التصنيف PG-13حتى سنة 1984.
وتتجنب استديوهات الأفلام تصنيف R، ذلك أن المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 16 عاماً يقبلون بكثرة على شراء تذاكر السينما، والقيود العمرية وفق هذا التصنيف تحد من هذا الإقبال.
لذا يلجأ صانعي أفلام الرعب في كثير من الأحيان إلى التفاوض على التصنيف من خلال إجراء بعض التعديلات في اللحظات الأخيرة، ليصبح تصنيفه PG13: Parents Strongly Cautioned، وهو تصنيف يحث الأهل على توخي الحذر إذ إن بعض مواد الفيلم قد تكون غير ملائمة لمرحلة ما قبل سن الثالثة عشرة، وبذا يضمن صانعي الأفلام إقبال المراهقين من فوق الثالثة عشرة.
العلم يقيس العمر المثالي لمشاهدة الفيلم
حددت مجموعة من الباحثين من معهد ماكس بلانك للكيمياء في ماينز بألمانيا قياسات قابلة للقياس لتحديد تصنيف العمر المناسب للفيلم، وذلك على أساس كمية من "فرمونات الخوف" التي تطلق في الهواء بينما يشاهد الجمهور الفيلم. و"الفيرومون" مادة كيميائية تنتقل عبر الروائح المنبعثة من الجسد.
يعرض مقطع الفيديو كيفية تصنيف الأفلام على أساس "فيرومون الخوف"
نشرت جريدة PLOS ONE هذه النتائج في 11 تشرين الأول / أكتوبر في بحث بعنوان "إثبات دراسة المفهوم: اختبار المركبات العضوية المتطايرة كأدوات لتصنيف أعمار مشاهدة الأفلام". وفقاً للموقع العلمي "سيكولوجي توداي".
وأشار البحث إلى أن البشر يصدرون مجموعة واسعة من المركبات العضوية المتطايرة،VOCs، من خلال الجلد وعند إطلاق الزفير. ويتأثر تكوين هذه الانبعاثات بالعوامل البيئية التي تؤدي إلى حالات عاطفية مختلفة.
قام الباحثون في هذه الدراسة بتقييم العديد من المركبات العضوية المتطايرة في هواء المسرح المسرحي بعد 135 عرضاً من 11 فيلماً مختلفًا. ثم تم جمع البيانات على مدى ثمانية أسابيع من دورتي سينما منفصلتين، شارك فيها أكثر من 13000 من رواد السينما.
من الواضح أننا نتسلل قسرياً ذهاباً وإياباً على مقعدنا السينمائي أو نوتر عضلاتنا عندما نصبح عصبيين أو متحمسين. يبدو أن إيزوبرين مؤشر جيد على التوتر العاطفي داخل المجموعة. ومن ثم فإن نهجنا يمكن أن يوفر معياراً موضوعياً لتقرير كيفية تصنيف الأفلام
بصمات فريدة مرتبطة بالفيرومون ينشؤها الجمهور
لا يقف الجديد الذي يقدمه هذا البحث على عالم تقييمات الأفلام، بل يذهب إلى أبعد من ذلك.
ويرى العلماء أنه مع مزيد من البحث، يمكن ضبط هذه التقنية كأداة تجريبية لقياس درجة الخوف الموضوعية التي يثيرها فيلم رعب مخيف مثل "هالوين". في الحالات المتنازع عليها بين تصنيف PG-13أو R مع أفلام مثل Venom، يمكن أن يساعد المقدار الدقيق من إيزوبرين الذي تم إنشاؤه من قبل جمهور اختبار MPAA على إعطاء أولياء الأمور المزيد من التصنيفات المستندة إلى العلم.
وبذا فإنه بالإضافة إلى نظام تصنيف الوالدين الحالي، قد يكون هناك أيضاً في السنوات المقبلة تصنيف "VOCللإنسان" والذي يُعطى للأفلام بناءً على كمية المركبات العضوية المتطايرة البشرية، والجمهور الذي يتم إصداره أثناء مشاهدة الفيلم.
يتعاون جوناثان ويليامز حالياً مع باحثين في معاهد ماكس بلانك في فرانكفورت، ومدينة نيميجن في هولندا، للتحقيق في بصمات كيميائية محددة محمولة جواً تم إنشاؤها خلال مجموعة واسعة من الحالات العاطفية. من أجل هذا البحث ، سيقوم الفريق بقياس المركبات العضوية المتطايرة البشرية VOC التي يتم إرسالها من قبل المشاركين في الدراسة الفردية في ظل ظروف مختبرية أكثر صرامة مما هو ممكن في قاعة السينما.
وتفتح هذه الدراسة المجال للتساؤل فيما إذا كانت العواطف البشرية الأخرى ستترك توقيعات VOC محددة في الهواء.
