وقال وزير الزراعة أبوبكر عمر البشرى في مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان "لدينا تحفظات على تقرير لجنة التفصيل المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، في منهجية عملها المتمثل في طرق جمع المعلومات وتحليلها، وأرقامها غير واقعية".
وأضاف: "لم يأخذ تقرير اللجنة بشواغل السودان في الأمن الغذائي ولم نطلع عليه إلا بعد صدوره رغم تسريبه قبل الصدور في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري".
وأشار الوزير إلى أن التقرير يغطي مسوحات في 15 ولاية بالبلاد (لم يذكرها) بينها 11 ولاية في حالة حرب "7 منها تشهد حصاراً من الدعم السريع ولا يمكن إجراء مسوحات حقيقية على الأرض بفرق ميدانية".
وأكد البشرى "استغناء السودان" عن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي وانسحابه من عضويتها، معتبراً أن الحرب اتخذت أشكالاً أخرى بينها التجويع واستخدام المجاعة "للتدخل من بعض المنظمات ذات الأجندة".
وزاد: "توجد جهات تسعى لتوظيف تقرير اللجنة لصالح أجندتها (دون تسميتها)". وأعرب عن رفض حكومة بلاده "استغلال أوضاع الأمن الغذائي وتوظيف خطر المجاعة وفرضها واقعاً في البلاد التي تشهد حرباً".
والثلاثاء، نشرت لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تقريرها عن السودان، وهذه اللجنة بمثابة مرصد عالمي للجوع يضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة.
وأشار التقرير إلى أن السودان يشهد أزمة مجاعة غير مسبوقة وأن 24.6 مليون شخص (ما يقرب من نصف السكان) يعانون انعدام الأمن الغذائي. ولفت التقرير إلى رصد مجاعة في 5 مناطق بالبلاد وستنتشر مجاعة في 5 مناطق أخرى بحلول مايو/أيار 2025.
وفي السياق ذاته، انتقدت وزارة الخارجية التقرير، وقالت في بيان الأحد: "إن النتائج التي توصل إليها بالمنهجية المتبعة تعاني الكثير من أوجه القصور ما يُعرض موثوقيته للتشكيك".
وأضاف: "لم تُجمع بيانات جديدة بسبب الحرب الدائرة منذ 2022، ولذلك يستند التقرير إلى معلومات قديمة (..).
والثلاثاء، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، من تهديد المجاعة لحياة الملايين في السودان بسبب الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنّب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما يؤكد بحث لجامعات أمريكية أن إجمالي القتلى أعلى من ذلك بكثير، ويصل إلى نحو 130 ألف شخص قُتلوا بشكل مباشر وغير مباشر.