وقال ديان بالدي في مقابلة صحفية في مقر المفوضية في جنيف إن الجهود الدبلوماسية "لا ترقى إلى مستوى الحاجات"، وشدد على أنه لا يعتقد "أن العالم يدرك خطورة الأزمة السودانية وتداعياتها".
وأضاف أن "هناك مشكلة عالمية، اعتقد الجميع أنها أزمة إقليمية لكنها ليست كذلك"، موضحاً أن تدفق اللاجئين يؤثر أيضاً في البلدان غير المجاورة للسودان "مع توجه 60 ألف شخص على وجه الخصوص إلى أوغندا".
وتابع "لذا يمكنكم أن تتخيلوا العدد الذي سيأتي إلى أوروبا إذا استمر الوضع على حاله"، حسب تعبيره.
"مسألة سلام"
وذكر ديان بالدي أن ثلاثة ملايين ومئتي ألف شخص غادروا البلاد خلال 20 شهراً، ونزح أكثر من ثمانية ملايين وستمئة ألف داخلها، مشيراً إلى أنهم يواجهون ."أكبر أزمة تتطلب توفير الحماية" للسكان حالياً.
وتشعر المفوضية بالقلق إزاء تدفق نحو 35 إلى 40 ألف سوداني إلى جنوب السودان خلال الأسبوعين الماضيين فارين من تجدد العنف في بلدهم، فيما كانت النسبة سابقاً نحو 800 شخص يومياً حسب المتحدثة أولغا سارادو.
وحتى الآن وُضع السودانيون الفارون إلى جنوب السودان في مخيمات. لكن المفوضية ترغب في التوجه إلى استراتيجية "التحضر" من خلال شراكة مع وكالة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية. وأوضح بالدي "لا نريد إنشاء مخيمات جديدة لأنها غالباً ما تكون مكلفة وتصعب صيانتها".
وأمام حجم الأزمة يناشد المسؤول الكبير في المفوضية مجلس الأمن والدول التي لها تأثير في طرفي النزاع و"الذين يغضّون الطرف للمساعدة في وقف الحرب"، ولفت إلى أن المسألة "ليست مسألة إنسانية فقط إنها مسألة سلام واستقرار وتنمية".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش و"الدعم السريع" حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنّب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.