في طولكرم، قالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال اقتحمت، فجر اليوم الخميس، مخيم نور شمس، كما اقتحمت قرية عزبة الجراد جنوبي المدينة، واعتقلت شاباً في منزله قبل انسحابها من القرية.
واقتحمت قوات إسرائيلية راجلة بلدة عزون شرقي قلقيلية، وفتشت عدداً من المنازل.
وامتدت الاقتحامات الإسرائيلية لتشمل قرية حارس غربي سلفيت وقرية دير أبو مشعل غربي رام الله وبلدة قصرة جنوب شرقي مدينة نابلس وبلدة بيت أولا غربي الخليل.
مواجهات مسلحة
وأمس الأربعاء، جرفت جرافات الاحتلال الشوارع والبنى التحتية في حارة المدارس بمخيم طولكرم، تزامناً مع اقتحام المخيم بعدد كبير من الآليات العسكرية، ما أدى لاندلاع اشتباكات مسلحة مع فلسطينيين.
وقالت "كتيبة طولكرم" التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها خاضوا معارك ضارية مع قوات الاحتلال بمحور البلاونة، معلنين تفجير عدد من العبوات المعدة مسبقاً بآليات إسرائيلية وقوات المشاة، وتحقيق إصابات مباشرة.
وكانت 3 آليات عسكرية إسرائيلية اقتحمت أطراف المخيم ظهر أمس الأربعاء، وما لبثت أن انسحبت منه، قبل أن تعود من جديد برتل من الآليات العسكرية.
وذكرت القناة الـ14 الإسرائيلية أن مسلحين أطلقوا النار على مركبة مستوطنين قرب بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، مضيفة أنه عند وصول آلية عسكرية محصنة يستقلها قائد لواء عتصيون غال ريتش، أطلق مسلحون النار مرة أخرى وأصابت رصاصات الآلية المحصنة.
وذكر المتحدث باسم جيش الاحتلال أن سلاح الجو "أغار بطائرة مسيّرة على خلية مسلحة" في بلدة طمون، جنوبي طوباس. وأعلنت إذاعة الجيش لاحقاً، أن "القصف قضى على 3 فلسطينيين حاولوا زرع عبوات ناسفة"، على حد زعمها.
وأكدت مصادر فلسطينية أن المستهدفين بالغارة الإسرائيلية على طمون طفلان وشاب من أسرة واحدة، وكانوا أمام منزلهم، واحتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي جثامينهم، ونقلتها إلى جهة غير معلومة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت استشهاد شابين بقصف من مسيّرة إسرائيلية، استهدف البلدة أمس، ما يرفع عدد الشهداء في طمون خلال الـ24 ساعة إلى 5 أشخاص.
تزامناً مع ذلك، قالت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان أمس الأربعاء: "نعلن المسؤولية بالاشتراك مع سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى عن عملية إطلاق النار الاثنين الماضي في قرية الفندق شمالي الضفة الغربية"، إذ أجهز مقاتلوهم على "3 صهاينة قبل أن ينسحبوا ويعودوا لقواعدهم سالمين".
وأضاف البيان: "العمليات المشتركة القادمة ستكون أبلغ رسائل التآلف والترابط بين فصائل المقاومة (..) في ردّها على مجازر العدو المتواصلة في قطاع غزة والضفة الغربية على حدّ سواء".
والاثنين، أفادت هيئة البث العبرية (رسمية) بمقتل 3 إسرائيليين، هم رجل وسيدتان، في إطلاق نار قرب مستوطنة كدوميم شرق قلقيلية شمالي الضفة الغربية المحتلة. وأضافت أن "سيارة عابرة أطلقت النار على سيارتين وحافلة كان بداخلها إسرائيليون، وتجري مطاردة مطلقي النار، إذ توجد حواجز على الطرق في نابلس وقرى بالمنطقة".
"نهج أكثر هجومية"
يأتي ذلك بينما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوته الجيش "لتبني نهج أكثر هجومية" في الضفة الغربية.
وأضافت الهيئة أن قائد المنطقة الوسطى ردّ على نتنياهو في جلسة لمجلس الوزراء المصغر بأن عدد الجنود قليل، وأن الجيش بحاجة إلى مزيد من القوات.
كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن وزير الدفاع يسرائيل كاتس تحذيره في جلسة مغلقة من أن الضفة الغربية على حافة حرب، مؤكداً وجود استعدادات لوضع مماثل.
وبموازاة الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالاً عن استشهاد 847 فلسطينياً، وإصابة نحو 6 آلاف و700، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
بينما خلّفت الإبادة الإسرائيلية في غزة أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنّين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.