ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "وفا" عن شهود عيان إن "فلسطينيين اثنين استشهدا برصاص جيش الاحتلال في ضاحية ذنابة بمدينة طولكرم، واحتجزت جثمانيهما"، وذلك بعد أن اقتحمت قوة إسرائيلية الضاحية، وحاصرت منزلاً وطالبت من بداخله عبر مكبرات الصوت بالاستسلام.
وأشار الشهود إلى أن تعزيزات عسكرية إسرائيلية وصلت موقع المنزل وفرضت حصاراً على محيطه بشكل كامل، لافتين إلى أن القوات أطلقت قذائف محمولة على الكتف باتجاه المنزل. وبيّنوا أن مواجهات اندلعت في الموقع بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين رشقوها بالحجارة.
وفي وقت سابق من اليوم استشهدت طفلة فلسطينية برصاص الاحتلال في بلدة كفر دان قرب جنين.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية في بيان: "طواقمنا تنقل طفلة شهيدة 16 عاماً من كفر دان إلى المستشفى". وأشارت إلى أن الطواقم "تعاملت مع إصابة ثانية بالرصاص الحي في الفخذ في البلدة".
وارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 685 فلسطينياً منذ بدء الحرب المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
استهداف مباشر للصحفيين
كما أصيب 4 صحفيين فلسطينيين، اليوم الثلاثاء، برصاص جيش الاحتلال الذي استهدفهم "بشكل مباشر" في بلدة كفر دان بمدينة جنين شمالي الضفة الغربية، علماً أنهم كانوا يرتدون ستراً واقية عليها ملصقات تعرّف بهم.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (غير حكومية)، في بيان إن طواقهما في جنين تتعامل مع إصابتين لصحفيين، أحدهما بالرصاص الحي باليد، والآخر إثر إصابته بشظايا رصاص حي، ونُقلا إلى مستشفى المدينة.
وفي بيان منفصل، أشارت الجمعية إلى أنها تعاملت في الموقع ذاته مع إصابتين لصحفيين آخرين. بدوره، قال الصحفي جراح خلف، وهو أحد المصابين، إنه كان برفقة مجموعة من الصحفيين إلى المنزل المحاصر في بلدة كفر دان، وإذا بجيش الاحتلال يطلق الرصاص تجاههم "بشكل مباشر".
وأضاف خلف: "جميعنا كنا نرتدي الستر الواقية التي تحمل بوضوح ملصقات تعريفية خاصة بالصحافة باللغة الإنجليزية (PRESS)، كما تحمل مركباتهم الشعار نفسه". وليست هذه المرة الأولى التي يعتدي فيها جيش الاحتلال على صحفيين في جنين، إذ سبق أن أطلق الرصاص على طواقم صحفية بالمدينة ذاتها، الاثنين، ولاحقهم بجرافات، وفق رصد الأناضول.
30 شهيداً في "العملية العسكرية الأوسع"
بدورها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الثلاثاء، أن حصيلة "العملية العسكرية الأوسع" التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية المحتلة منذ الأربعاء، بلغت 30 شهيداً بينهم 6 أطفال، و130 مصاباً.
وأوضحت أن "بين الشهداء 18 من محافظة جنين، و4 في محافظة طوباس، و5 في طولكرم، و3 في الخليل". كما بيّنت أن "بين الشهداء 6 أطفال ومسنّين اثنين".
يأتي ذلك بينما يواصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية شمال الضفة الغربية منذ الأربعاء التي تعد الأوسع منذ عام 2002، إذ اقتحمت قوات كبيرة مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما ومخيم الفارعة قرب طوباس، قبل أن تنسحب فجر الخميس من مخيم الفارعة، ومساء اليوم نفسه من طولكرم، وتعيد اقتحام المدينة الاثنين.
وبموازاة حربه على غزة، وسّع جيش الاحتلال عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ما أسفر بالإضافة إلى الشهداء والمصابين عن اعتقال ما يزيد على 10 آلاف و400، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.
بينما أسفرت حرب إسرائيل بدعم أمريكي على غزة عن أكثر من 135 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
