وأفادت وزارة الصحة بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 43 ألفاً و469 شهيداً و102 ألف و561 إصابة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023"، وذلك في تقريرها الإحصائي لضحايا حرب الإبادة المستمرة منذ 398 يوماً على قطاع غزة.
وأوضحت الوزارة أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر ضد عائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 78 شهيداً و214 إصابة خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية"، مشيرةً إلى أن "عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وجراء قصف جوي استهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، اليوم الخميس، استُشهد 10 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، وفق مصادر طبية.
في السياق، ذكر شهود عيان أن الاحتلال قصف مدرسة "شحيبر" في مخيم الشاطئ، التي تؤوي آلاف النازحين الفلسطينيين، موضحين أن الطواقم الطبية نقلت عدداً من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء جراء الهجوم الإسرائيلي على المدرسة.
وفي مجزرة ثانية وسط القطاع، استُشهد 3 فلسطينيين وأُصيب 3 آخرون بقصف إسرائيلي استهدف تجمعاً لمواطنين غرب مخيم النصيرات، حسب مصدر طبي في مستشفى العودة.
وفي جنوب القطاع في مدينة رفح، استُشهد 5 فلسطينيين وأُصيب 4 آخرون بقصف للاحتلال استهدف تجمعاً لمواطنين شرق المدينة، حسب تصريحات صحفية للمسعفين.
أما في شمال القطاع الذي يتعرض لعملية تطهير عرقي منذ أكثر من شهر، استُشهد 5 فلسطينيين وأُصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف منزلاً ببلدة جباليا البلد. كما ذكرت مصادر طبية أن 3 فلسطينيين استُشهدوا وآخرين أُصيبوا بقصف آخر من طائرة مسيرة استهدفت مدخل سوق جباليا البلد.
في السياق قال حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، إن المستشفى يقدم خدمات للمصابين بأقل الإمكانات، وسط استمرار التطهير العرقي الإسرائيلي في المحافظة لليوم الرابع والثلاثين على التوالي.
وأوضح أبو صفية في تصريحات صحفية أن "الأوضاع شمال غزة كارثية. نعمل بالحد الأدنى من الإمكانات، ولا يوجد ما نقدمه سوى الإسعافات الأولية للمصابين في ظل اعتقال الجيش الإسرائيلي الكوادر الطبية خلال اقتحامه المشفى ونقص المستلزمات الطبية".
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مستشفى كمال عدوان، مخلِّفاً شهداء فلسطينيين ودماراً واسعاً داخل وخارج المشفى إثر اقتحامه لنحو 24 ساعة.
وأضاف أبو صفية أن: "عشرات الشهداء والمصابين يصلون إلى المستشفى دون سيارات الإسعاف التي لا تتوفر شمال القطاع"، متابعاً: "الاحتلال لم يسمح بإدخال وفود طبية متخصصة تناسب طبيعة الإصابات التي تصل إلى المشفى، كما لم يسمح بدخول وحدات الدم والأدوات الطبية الضرورية".
ولفت إلى أنهم وجهوا نداءات استغاثة إلى كل المؤسسات الدولية، ولكن لا توجد استجابة لتوفير المستلزمات الطبية أو فتح ممر إنساني يؤمِّن وصول الجرحى ولإجلاء آخرين يحتاجون إلى عمليات جراحية.
وأشار إلى أن الوضع في شمال القطاع "يزداد صعوبة، حيث لا يمكن توفير الطعام والماء للعاملين في المستشفى، والقصف مستمر في محيطه".
وأوضح أن "المستشفى استقبل، أمس الأربعاء، 12 شهيداً وأكثر من 50 إصابة، وهناك أعداد كبيرة ما زالت تحت الأنقاض، ولا توجد إمكانات لإزالة الركام أو إخراج الجثامين، كما أنه لا توجد سيارات إسعاف لنقل المصابين إلى المستشفى".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حملة تطهير عرقي شمالي القطاع منذ 34 يوماً عبر قصف المنازل ومراكز الإيواء، ونسف وتدمير وإحراق أحياء سكنية كاملة، إضافةً إلى منع إدخال الطعام والمياه إلى المنطقة، ما خلَّف مئات الشهداء والجرحى في ظل تعطل شبه كامل لعمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني نتيجة استهدافها أو منعها من تأدية مهامها.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلةً قرار مجلس الأمن الدولي إنهاءها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.