وقال شهود عيان اليوم الثلاثاء، إن المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني تشهد منذ الصباح نزوحاً لمئات اللبنانيين باتجاه مناطق شمال النهر، بعد إنذار إسرائيلي باعتبار تلك المناطق "عسكرية".
وأوضح الشهود أن النازحين يتوجهون إلى مناطق شرق وشمال المحافظات الجنوبية.
وفي هذا السياق، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن "التصعيد الخطير للصراع في لبنان قد أدى إلى تدهور في وضع الأطفال واحتياجاتهم، فاق سرعته قدرة الوكالات الإنسانية على الاستجابة الفورية"، مشيرة إلى "أن أكثر من 300 ألف طفل قد نزحوا من منازلهم.. ويعيشون الآن في كابوس، يتصارعون مع الخوف والقلق والدمار والموت، وما ينتج عن ذلك من صدمات نفسية قد ترافقهم مدى الحياة".
معارك عنيفة
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة "إكس"، أن معارك عنيفة تدور مع مقاتلي حزب الله في جنوبي لبنان، داعياً "السكان لعدم التحرك بالمركبات من الشمال إلى جنوب نهر الليطاني حتى إشعار آخر".
من جهته، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، إن الجيش "يخوض حالياً قتالاً في ظروف ليست سهلة بجنوب لبنان"، مضيفاً أن "هذا هو الوقت المناسب لهزيمة حزب الله وإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم".
قصف وتدمير
وفي وقت سابق اليوم، قالت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية إن "الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت 8 غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية ببيروت في مناطق الليلكي، والمريجة، وحارة حريك وبرج البراجنة"، وأضافت الوكالة أن الغارات الإسرائيلية تسببت في تدمير عدد من المباني السكنية، مشيرة إلى أن الطائرات الحربية والمسيَّرة الإسرائيلية تحلق بشكل كثيف في سماء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية.
وذكر شهود عيان أن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت، الليلة الماضية، مبنى "قناة الصراط الثقافية" المقربة من حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
وكان جيش الاحتلال قد طلب من الموجودين في هذا المبنى ومبانٍ أخرى بالضاحية الجنوبية لبيروت الإخلاء قبل ساعة من قصفها بزعم أنها "مواقع إنتاج وسائل قتالية لحزب الله أو ضمن بنيته التحتية".
وفي الجنوب اللبناني، قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن القصف المدفعي الإسرائيلي على بلدات الوزاني والخيام وسهل مرجعيون متواصل منذ ساعات بشكل عنيف ومكثف. كما قصف الطيران الحربي الإسرائيلي الطريق العام بين بلدتي كوكبا ومرجعيون (جنوب)، مما أدى إلى قطع الطريق، كما أدى قصف إسرائيلي على منزل ببلدة الداودية (جنوب) إلى مقتل 10 أشخاص.
واستهدفت غارة جوية إسرائيلية، فجر اليوم، منزل قائد كتائب شهداء الأقصى، الذارع العسكرية لحركة فتح في لبنان، منير المقدح، في مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا. وذكر شهود عيان أن القصف أدى إلى مقتل 6 أشخاص، بينهم 3 أطفال وعدد من الجرحى.
ومساء الاثنين، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغت 95 قتيلاً و172 جريحاً.
ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الجاري تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، ما أسفر، حتى فجر الثلاثاء، عمّا لا يقل عن 1057 قتيلاً، بينهم أطفال ونساء، و2950 جريحاً، وفق بيانات السلطات اللبنانية، ووسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر إجمالاً، حتى فجر الثلاثاء، عمّا لا يقل عن 1896 قتيلاً، بينهم أطفال ونساء، و8 آلاف و9049 جريحاً، حسب رصد الأناضول لإفادات رسمية.