يعاني أصحاب الأمراض المزمنة شمال غزة فقدان العلاج والأدوية / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

وتوقف عمل جميع المراكز الصحية والنقاط الطبية بالمنطقة، التي كانت تقدم خدمات الإسعاف الأوليّ والعناية بالحالات المرضية المُزمنة وتقدم لهم العلاج المناسب بشكل دوري.

وقال المُسن الفلسطيني المحاصَر في مخيم جباليا (شمال) محمد عودة، الذي يعاني "مرض السكر": "انقطاع العلاج زاد تفاقم حالتي الصحية والنفسية، وأنا قلق جداً من الأيام المقبلة إذا لم أتمكن من الحصول على الدواء"، مطالباً "الجهات الدولية الصحية للتدخل العاجل" وتأمين أدوية الأمراض المزمنة.

ووفق منظمة الصحة العالمية، يعيش نحو 350 ألف شخص مصاب بالأمراض المزمنة في قطاع غزة. وقالت المنظمة إن "نقص الأدوية الأساسية وإغلاق المرافق الصحية يؤديان إلى خطر يتهدد 52 ألف مصاب بالسُّكري و45 ألف مصاب بالربو و45 ألف مصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية و225 ألف مصاب بارتفاع ضغط الدم".

وتحدث نجل الفلسطينية المُسنة آمال الشنباري، النازحة إلى أحد مراكز الإيواء بمنطقة "مشروع بيت لاهيا" شمالي القطاع، عن مأساة إنسانية أخرى تكابدها والدته، قائلاً: "والدتي تعاني دائماً من اضطراب في ضغط الدم، وهذا مرض مزمن تتلقى له العلاج منذ سنوات طويلة".

وأضاف: "قبل العملية العسكرية الأخيرة، كنت أحصل بصعوبة بالغة على العلاج لوالدتي وبعد العملية صار الأمر شبه مستحيل لأن كل النقاط الطبية والمراكز الصحية مغلقة والصيدليات التجارية أيضاً".

ولفت في حديثه إلى أن "المستشفيات التي باتت تعمل في شمال قطاع غزة هي فقط المستشفيات الكبرى الثلاثة (كمال عدوان والإندونيسي والعودة) وتقدم خدماتها لحالات الطوارئ فقط ولا توفر الخدمات لأصحاب الأمراض المزمنة".

بدوره، قال الفلسطيني تيسير المدهون، المحاصَر بمخيم جباليا، الذي يعاني من أمراض مزمنة أبرزها "السكر وضغط الدم": "نعاني نقصاً في الغذاء بشكل كبير ونشرب المياه الملوثة ولا يتوفر دواء للأمراض التي أعاني منها".

ولفت إلى أنه مع نقص الغذاء والدواء بات "يشعر أنه يفقد شيئاً من صحته وقوته في كل دقيقة"، مضيفاً أنه "في الوضع الطبيعي كان نقص الدواء ليوم واحد يُقعدني بالفراش لأيام، فكيف سيكون الحال بهذا الوضع الذي يسيطر فيه الخوف والجوع".

ومنذ أسبوعين، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة والتجويع شمال قطاع غزة، خصوصاً في بلدة جباليا ومخيمها، حيث يفرض حصاراً خانقاً وتجويعاً، تحت قصف دموي مستمر ونسف بيوت فوق رؤوس ساكنيها.

وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها جيش الاحتلال في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وخلفت الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً