وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في بيان، أن "نظام الأسد المخلوع ارتكب انتهاكات جسيمة طالت ملايين السوريين".
وقالت إنها وثَّقت هذه الانتهاكات بشكل يومي وأرست قاعدة بيانات شاملة تضم ملايين الحوادث الموثَّقة، كما عملت على تحديد الأفراد المتورطين في تلك الجرائم.
وقسّمت الشبكة المشبه بهم إلى مجموعتين؛ الأولى "تضم 6 آلاف و724 فرداً من القوات الرسمية، التي تشمل الجيش وأجهزة الأمن"، والثانية تضم "9 آلاف و476 فرداً من القوات الرديفة، التي تضم ميليشيات ومجموعات مساندة قاتلت إلى جانب القوات الرسمية".
و"نظراً إلى التحديات الكبيرة التي تواجه عملية المحاسبة"، أكدت الشبكة "أهمية تركيز الجهود القانونية والقضائية على القيادات العليا، من الصفين الأول والثاني في الجيش وأجهزة الأمن، بوصفهم المسؤولين الرئيسيين الذين وضعوا خطط الانتهاكات وأشرفوا على تنفيذها بشكل مباشر".
ودعت كذلك إلى فتح المجال أمام الضحايا كافة لرفع دعاوى قضائية ضد المسؤولين المباشرين عن معاناتهم، بغض النظر عن رتبهم أو مناصبهم، سواء كانوا منفّذين مباشرين أو مشرفين.
و"إلى جانب القيادات العسكرية والأمنية، هناك متورطون من مستويات أدنى، بينهم ممثلون وفنانون وكتّاب وسياسيون دعموا جرائم النظام بطرق مختلفة، وفي بعض الحالات مارس هؤلاء التحريض على القتل وزيادة المعاناة بدرجات متفاوتة، ويجب أن تخضع أفعالهم للتقييم أمام القضاء ضمن إطار العدالة الانتقالية"، حسب الشبكة.
رصد فرع استخباري للاعتقال والتعذيب
في سياق متصل، كُشف عن أحد أفرع مخابرات النظام السوري المنهار في كفر سوسة بدمشق، حيث تقع مباني الوزارات والدوائر الرسمية الأخرى. وتحت المباني التي تبدو مثل أي مبنى حكومي من الخارج، ثمة زنزانات لا يُحتجَز فيها السوريون فقط، بل يُحتجَز أيضاً معتقلون من دول أخرى.
وفي الطابق الأرضي، حيث كان يداوم ضباط الأسد، تمكن رؤية هويات لسوريين وصور شخصية وسجلات محفوظة وهويات من جنسيات مختلفة، وحتى "بطاقة المواصلات" التي كان يستخدمها لاجئ سوري في تركيا.
ولدى الانتقال إلى الطابق تحت الأرض، تمكن رؤية زنزانات على أرضيتها الحجرية أغطية رقيقة كان يستخدمها المعتقلون.
وعلى الجدران رسومات وكتابات تبدو كأنها الوسيلة الوحيدة التي كان المعتقلون يتمسكون من خلالها بالحياة، ومن الممكن العثور على كتابات بلغات مختلفة مثل الإنجليزية والروسية والتركية.
وحسب شهادات بعض السوريين، كان المعتقلون الذين سيُعدَمون يمكثون في هذه الزنزانات. ومن اللافت أن المراحيض في فرع الاعتقال تحولت إلى زنزانات منفردة لا تليق بكرامة الإنسان.
أما الغرف التي يُستجوَب فيها السجناء فتشبه الزنزانات، وما زال أنبوب بلاستيكي صلب، يُعتقَد أنه استُخدم في التعذيب، موجوداً في إحدى غرف الاستجواب. وقال شهود إن جنود نظام الأسد أشعلوا النار في بعض الأرشيفات الموجودة في المركز قبل مغادرتهم.
وسيطرت فصائل سورية، في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، على دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي 61 عاماً من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وحكم بشار سوريا لمدة 24 عاماً منذ 17 يوليو/تموز 2000 خلفاً لوالده حافظ الأسد (1971-2000)، وغادر البلاد هو وعائلته خفيةً إلى حليفته روسيا، التي أعلنت منحهم حق اللجوء لما عدَّتها "أسباباً إنسانية".