تصاعد الدخان فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارة إسرائيلية. / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن "الطيران الحربي المعادي" شن ثلاث غارات متتالية على الضاحية الجنوبية لبيروت، إحداها استهدفت منطقة حارة حريك، مضيفة أن غارة استهدفت مبنى قرب مدرسة قعيق، دون تفاصيل، وذلك "بعد هدوء حذر استمر أياماً عدة".

وتصاعدت سحابة من الدخان الأسود من بين المباني في حارة حريك إثر الغارة الأولى التي أعقبت إنذاراً بالإخلاء أصدره المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.

وفي رسالة نشرها على منصة إكس وأرفقها برسم بياني يحدّد موقع المبنى المعني، قال أدرعي: "إنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديداً الموجودين في المبنى المحدّد في الخريطة والواقع في حارة حريك: أنتم موجودون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله (...) من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم نطالبكم بإخلاء هذا المبنى والمباني المجاورة فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقلّ عن 500 متر".

وجاءت الغارات بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة معارضتها لنطاق الهجمات الإسرائيلية في المدينة وسط ارتفاع عدد القتلى ومخاوف من تصاعد أوسع الصراع ليشمل إيران.

ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن أوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية أثرت في أكثر من ربع لبنان، بعد أسبوعين من بدء إسرائيل توغلاتها في جنوب البلاد، التي تقول إنها تهدف إلى إبعاد مسلحي جماعة حزب الله.

وقال نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان أمس الثلاثاء إنّ مسؤولين أمريكيين أكدوا لبلاده أن إسرائيل ستخفف حدة ضرباتها على بيروت وضاحيتها الجنوبية.

ولم تضرب إسرائيل الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية منذ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، عندما أسفرت ضربتان بالقرب من وسط المدينة عن مقتل 22 شخصاً وهدم مبانٍ بالكامل في حي مكتظ بالسكان.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أمس إن الولايات المتحدة عبرت عن مخاوفها لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن الضربات التي وقعت في الآونة الأخيرة.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.

وأسفر العدوان على لبنان إجمالاً عن مقتل ألفين و350 شخصاً، وإصابة 10 آلاف و906، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

ويومياً يردّ حزب الله بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

​​​​​وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضيَ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً