آثار غارة إسرائيلية على مبان بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

وقتلت إسرائيل، الجمعة، 3 أشخاص وأصابت 9 آخرين إثر غارة جوية على منطقة سكنية في مدينة صور، جنوبي لبنان، وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن مسيرة إسرائيلية شنت غارة على حي الزراعة الذي يضم مساكن شعبية في صور.

وأضافت أن الغارة أدت إلى "استشهاد 3 أشخاص وجرح 9"، و"تسببت أيضاً بأضرار جسيمة في الموقع المستهدف"، ولفتت الوكالة إلى أن عناصر الإسعاف والدفاع المدني يواصلون، بمؤازرة الجيش، عمليات البحث عن مفقودين في الموقع المستهدف.

وفي وقت سابق الجمعة، أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، للمرة الثانية منذ صباح الجمعة، مواطنين في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت بإخلاء منازلهم توطئةً لقصفها جواً.

وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، فيف منشور على منصة إكس، مستعيناً بخرائط عليها مبانٍ أُشير إليها باللون الأحمر: "إلى جميع السكان الموجودين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديداً في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في المناطق التالية: حارة حريك وحدث بيروت، عليكم إخلاء هذه المباني والمباني المجاورة لها فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".

وزعم أدرعي أن السكان "يوجدون قرب منشآت ومصالح تابعة لحزب الله".

وزاد جيش الاحتلال خلال الأيام الأخيرة من هجماته على الضاحية الجنوبية، وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أنذر الجيش 6 مرات سكان مبانٍ في المنطقة ذاتها إلى جانب مبانٍ أخرى في حارة حريك وبرج البراجنة في الضاحية الجنوبية، بالإخلاء قبل استهدافها، كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، سلسلة غارات على مناطق الغبيري وحريك وبرج البراجنة والعمورسية والشويفات في الضاحية الجنوبية.

إسرائيل تنتظر رداً لبنانياً

وأفادت وسائل إعلام عبرية، الجمعة، بأن إسرائيل تنتظر رداً لبنانياً على الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غضون أيام قليلة. ونقلت هيئة البث العبرية عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمِّه، أن "حزب الله سيعطي إجابة على الخطوط العريضة الأمريكية خلال أيام قليلة".

وأعادت هيئة البث العبرية (رسمية) نشر نقاط المقترح الأمريكي الذي سبق لهيئة البث العبرية أن نشرت نصه قبل أيام، وقالت إن العرض الأمريكي يتضمن "إقرار إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن 1701" وأن "هذه الالتزامات لن تحرم إسرائيل ولبنان من حق الدفاع عن النفس إذا ما لزم الأمر".

والقرار رقم 1701 صدر عن مجلس الأمن الدولي في أغسطس/آب 2006 عقب حرب استمرت 33 يوماً بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، ويدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني، جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوات يونيفيل الأممية.

وأضافت الهيئة أن العرض يتضمن أيضاً: "إلى جانب قوات يونيفيل الأممية، سيكون الجيش اللبناني الرسمي القوة المسلحة الوحيدة حتى الخط الأزرق الفاصل في جنوب لبنان"، ويشمل أيضاً "منع إعادة تسليح الجماعات المسلحة غير الرسمية في لبنان، تماشياً مع القرار 1701"، مشدداً على أن "أي بيع أسلحة للبنان أو إنتاجها داخله سيكون تحت إشراف الحكومة اللبنانية".

وذكرت أن العرض يشير إلى أن "الحكومة اللبنانية ستمنح الصلاحية اللازمة لقوى الأمن اللبنانية لتنفيذ القرار والإشراف على إدخال الأسلحة عبر الحدود اللبنانية والإشراف على المنشآت غير المعترف بها من الحكومة التي تنتج الأسلحة وتفكيكها وتفكيك أي بنية تحتية مسلحة لا تلتزم بالالتزامات الواردة في الاتفاق".

في المقابل، يتعين على إسرائيل، حسب المقترح الأمريكي "سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام، وسيحل محلها الجيش اللبناني وستشرف على الانسحاب الولايات المتحدة ودول أخرى (لم يذكرها)"، وأضافت: "في موعد سيجري تحديده، سينشر الجيش الإسرائيلي قواته على طول الحدود والمعابر".

وتابعت الهيئة العبرية أنه بموجب العرض الأمريكي، "في غضون 60 يوماً من توقيع الاتفاق، سيتعين على لبنان نزع سلاح أي مجموعة عسكرية غير رسمية في جنوب لبنان". ولم يصدر تعقيب فوري من جانب لبنان أو حزب الله على ما أوردته الهيئة العبرية.

مقترح واشنطن

وقال مصدران سياسيان لبنانيان كبيران لرويترز، إن السفيرة الأمريكية في لبنان قدمت، أمس الخميس، مسودة اقتراح هدنة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، دون الخوض في تفاصيل. ووافق حزب الله على اضطلاع بري بالتفاوض.

وذكر المصدران أن المسودة هي أول مقترح مكتوب من واشنطن لوقف القتال بين حليفتها إسرائيل وحزب الله منذ عدة أسابيع على الأقل.

وقال أحد المصدرين لرويترز إن هدف المسودة هو الحصول على ملاحظات من الجانب اللبناني. وحين سئل عن المقترح، قال متحدث باسم السفارة الأمريكية في بيروت: "الجهود مستمرة من أجل التوصل إلى اتفاق دبلوماسي".

وقال دبلوماسي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه يرى أن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، معبِّراً عن أمله في التوصل إليه.

ويمثل هذا الجهد الدبلوماسي محاولة أخيرة من جانب الإدارة الأمريكية قبل انتهاء ولايتها للتوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان، في الوقت الذي تبدو فيه الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة متعثرة تماماً.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها حزب الله، بدأت غداة شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو من 147 ألف فلسطيني، وسَّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالاً عن 3 آلاف و365 قتيلاً و14 ألفاً و344 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الأربعاء.

ويومياً يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقرات استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات. وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.​

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً