جاء ذلك في بيان أصدره الحزب بعد نحو 17 ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، والذي أنهى 14 شهراً من معارك هي الأعنف بين الجانبين منذ حرب يوليو/تموز 2006.
وفي أول بيان للحزب بعد دخول وقف النار حيز التطبيق، قال: "قواتنا ستبقى على أتم الجهوزية للتعامل مع أطماع العدو الإسرائيلي واعتداءاته"، وأضاف: "أَعيُن مقاتلينا ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قوّات العدو إلى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد دفاعاً عن سيادة لبنان".
واعتبر "حزب الله" أن قواته "تمكنت من تحقيق النصر على العدو الواهم الذي لم يستطع النيل من عزيمتها (...) وكانت الكلمة للميدان، الذي استطاع برجاله من إسقاط أهدافه وهزيمة جيشه".
وبشأن ما حققه خلال التصدي لاعتداءات إسرائيل على لبنان، قال الحزب، إن عدد عملياته العسكرية ضد العدو الإسرائيلي منذ بدء الاشتباك معه إسناداً إلى قطاع غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغ "أكثر من 4637 عملية (مُعلناً عنها) خلال 417 يوماً بمعدل 11 عملية يومياً".
وأضاف: "من ضمن هذه العمليات 1666 عملية عسكرية متنوعة منذ بدء العدوان الإسرائيلي (الواسع) على لبنان، وانطلاق عمليات (معركة) أولي البأس في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، بمعدل 23 عملية يومياً".
وأوضح أن هذه العمليات استهدفت "مواقع وثكنات وقواعد جيش العدو الإسرائيلي، والمدن والمستوطنات الإسرائيلية بدءاً من الحدود اللبنانية وحتى ما بعد مدينة تل أبيب، كما تضمنت التصدي للتوغلات البرية لقوات العدو داخل الأراضي اللبنانية".
وفي إطار عمليات معركة "أولي البأس"، قال "حزب الله" إنه نفّذ "105 عمليات عسكرية ضمن سلسلة عمليات خيبر النوعيّة".
وأضاف أنه "استهدف من خلالها عشرات القواعد العسكرية والأمنية الاستراتيجية والحساسة، والتي جرى استهدافها للمرة الأولى في تاريخ الكيان، باستعمال الصواريخ النوعيّة البالستية والدقيقة، والمُسيرات الانقضاضية النوعية، التي وصلت حتى ما بعد تل أبيب، بعمق 150 كلم داخل الأراضي الفلسطينية المُحتلّة".
وأضاف أن العدو الإسرائيلي "تكبد منذ إعلانه بدء التوغل البري بجنوب لبنان مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكثر من 130 قتيلاً وأكثر من 1250 جريحاً".
وتابع أن مقاتليه كبدوا قوات العدو المتوغلة بلبنان خسائر كبيرة في العتاد، كذلك، شملت إسقاط 9 مسيرات، وتدمير 59 دبابة، و11 جرافة، وآليتي هامر، ومدرعتين، وناقلتي جند، وأوضح أن هذه الحصيلة "لا تتضمن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكرية والمُستوطنات والمدن المحتلة".
وبرعاية أمريكية-فرنسية، بدأ في الرابعة من فجر الأربعاء بتوقيت بيروت سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله".
ومن أبرز بنود الاتفاق، انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق (الفاصل بين الحدود) خلال 60 يوماً، وانتشار الجيش والأمن اللبنانيين على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وستكون القوات اللبنانية الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، بينما "لا تلغي هذه الالتزامات حق إسرائيل أو لبنان الأصيل في الدفاع عن النفس".
وخلّف العدوان الإسرائيلي على لبنان 3 آلاف و823 قتيلاً و15 ألفاً و859 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن مليون و400 ألف نازح، جرى تسجيل معظمهم بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي.
في المقابل، قُتل 124 إسرائيلياً بينهم 79 جندياً، وتعرّض أكثر من 9 آلاف مبنى و7 آلاف سيارة للتدمير شمال إسرائيل بفعل نيران "حزب الله" منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وفق وسائل الإعلام العبرية.