في مدرسة بالعاصمة الألمانية برلين، أصبح فصل دراسي يضم طلاباً من خلفيات مسلمة ومهاجرة هدفاً لهجوم عنصري.
وأعلنت الشرطة الألمانية أن الطلاب تعرضوا لإهانات عنصرية من مجموعة من الشباب يحتفلون بأعياد الميلاد في منتجع فراوينسي في ولاية براندنبورغ، حيث كان الطلاب يخيمون.
وقالت الشرطة إنه جرى التعرف على 28 شخصاً متورطاً في الهجوم، وفتح تحقيق ضدهم.
وقاطع الطلاب معسكرهم بسبب الخطر العنصري وعادوا إلى منازلهم قبل الموعد المخطط له.
يُذكر أنه الشرطة استُدعِيَت لأن المهاجمين حاولوا دخول المخيم في أثناء الليل وهدّدوا الطلاب بقرع الأبواب والنوافذ، فعاد الطلاب إلى منازلهم تحت إشراف الشرطة.
أدانت عضو مجلس الشيوخ عن التعليم في برلين كاثارينا غونتر-وونش الهجوم العنصري في بيان، وقالت: "لن ولا ينبغي أن أتسامح مع مثل هذه الهجمات. إن أول شيء أفعله الآن هو مساعدة الطلاب بأفضل طريقة ممكنة".
يشار إلى أن ألمانيا تشهد تصاعداً في العنصرية خلال السنوات الأخيرة، تغذيها دعاية الجماعات اليمينية المتطرفة والأحزاب التي تحاول بثّ الخوف من المهاجرين.
اتجاه مُقلِق
في وقت سابق من هذا العام، تَعرَّضَت عائلة مسلمة لهجوم سبعة رجال في بلدة ميرسبرغ بألمانيا الشرقية، حسبما ذكرت الإذاعة العامة MDR.
وأهان المشتبه بهم، الذين تتراوح سنهم بين 19 و33 عاماً، الأسرة المسلمة عنصرياً ثم اعتدوا عليها جسدياً في أثناء دفع عربة أطفال في الشارع.
وحسب الشرطة، تَدخَّل المارة مما أدى إلى إصابة أربعة. وفتحت الشرطة تحقيقاً جنائياً عُرف فيه المهاجمون السبعة بالاسم.
ووَفقاً لبحث نشره مجلس خبراء الاندماج والهجرة (SVR) في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يرى 48% أن "الإسلام لا يتوافق مع المجتمع الألماني"، فيما اقترح 29% تقييد "ممارسة الإسلام" في البلاد.
ويندرج الأذى الجسدي أو الإهانة أو التحريض على الكراهية أو التخريب أو استخدام الرموز المحظورة ضمن مختلف أشكال الجرائم ضدّ المسلمين.
في الربع الثالث من عام 2022 أبلغت ألمانيا عن 120 جريمة ضد المسلمين، أُصيبَ خلالها 10 أشخاص ودُمّر عديد من المساجد.
وأكّد مسؤولون القبض على المشتبه بهم في جرائم تتعلق بالإسلاموفوبيا.
لكن وفقاً لدراسة أجرتها Mediendienst Integration فإن الشرطة لا تبذل سوى قليل لمنع العنصرية.
وقالت الوكالة الفيدرالية لمكافحة التمييز إنها تلقّت أكثر من 5600 طلب استشارة عام 2021، 37% منها بشأن التمييز العنصري و32% بشأن التمييز على أساس الإعاقة.
كما فحص تقرير صادر عن المركز الألماني لأبحاث الاندماج والهجرة (DeZIM- Institute) عديداً من جوانب مشكلة العنصرية في ألمانيا.
ويوضح التقرير أن الوعي العنصري في المجتمع الألماني يختلف بين الفئات، فعلى سبيل المثال يوافق 60% من السكان على أن في ألمانيا عنصرية ضد اليهود والملونين، في حين يعتقد 44.5% فقط أن العنصرية ضد المسلمين موجودة.
كما يشير التقرير إلى أن الجمهور الألماني لا يعتقد أن العنصرية مشكلة اجتماعية منتشرة، إذ يعتقد 33% من المستجيبين أن المتضررين من العنصرية يتسمون بالحساسية المفرطة، فيما يعتقد 52% أنهم خائفون.
ويقول التقرير إن أكثر من نصف المستجيبين للاستبيان يعتبرون انتقاد العنصرية أحد أشكال قمع حريتهم في التعبير.
وارتفعت شعبية حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف (AfD) بعد احتجاجه العلني على الإسلام واللاجئين في البلاد.
وارتكبت الجماعات اليمينية المتطرفة ما لا يقلّ عن 1138 عملية عنف في البلاد العام الماضي.
وحسب الأرقام الرسمية، أصيب ما لا يقلّ عن 478 شخصاً في هذه الهجمات.