وقال الرئيس التركي في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة في أثناء عودته من زيارة إلى المجر، سبقتها زيارة إلى قرغيزستان:" قطع ترمب وعوداً بإنهاء الصراعات التي بدأتها إسرائيل ونريد أن يفي بها ويقول كفى لإسرائيل".
وأضاف أنه سيواصل محادثاته مع ترمب في الفترة الجديدة بخصوص التطورات في الشرق الأوسط، مبدياً أمله بتحقيق السلام والهدوء المستدام في المنطقة خلال فترة ولايته.
وأردف: "عملنا مع السيد ترمب في فترة رئاسته السابقة رغم التباينات في الرأي أحياناً، ولكن الشراكة النموذجية بين بلدينا لا تقبل النقاش".
ولفت إلى التصريحات الإيجابية التي أطلقها ترمب تجاه تركيا في المرحلة المقبلة، وذكر أنه جرى توجيه دعوة له لزيارة تركيا، وقال أردوغان، إن "رئاسة ترمب للولايات المتحدة ستؤثر بشكل كبير في التوازنات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط".
وأضاف: "ستكون بداية جيدة من السيد ترمب إذا قطع إمداد إسرائيل بالأسلحة من أجل وقف العدوان على فلسطين ولبنان"، موضحاً أن الاستمرار في سياسات عهد الرئيس جو بايدن سيوسع الصراع في المنطقة.
في سياق متصل، قال أردوغان إنه يمكن التغلب على العديد من التحديات، بما في ذلك القضية الفلسطينية والأزمة الروسية-الأوكرانية عبر التعاون بين أنقرة وواشنطن.
وأضاف: "يمكن إنهاء الحرب (الروسية-الأوكرانية) بسهولة إذا رأينا إدارة أمريكية تتعامل مع القضية من منظور الحل في عهد (الرئيس المنتخب دونالد) ترمب".
وتابع: "نحن دولة تمكنت من جمع الجانبين (روسيا وأوكرانيا)على طاولة واحدة، وفعلنا ذلك مرات عديدة ويمكننا فعل ذلك مرة أخرى ويجب أن تنتهي هذه الحرب".
وذكر الرئيس التركي أن جهود بعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا من شأنها أن تسرع الحل هناك.
وأردف: "نحن أكدنا منذ البداية أن أوكرانيا على حق، واخترنا الوقوف إلى جانب السلام في هذه الحرب، وتجاهلنا التوجيهات بشأن الانضمام إلى الحرب، وحافظنا على التواصل مع الجانبين".
وتابع: "رأينا أن الغرب لا يشاركنا بالقدر الكافي، اعتقادنا بأن الحل يمكن الوصول إليه عبر الدبلوماسية".
وذكر الرئيس التركي أن "المزيد من السلاح والقنابل والفوضى والصراع لن ينهي الحرب في أوكرانيا، بل لا بد من مزيد من الحوار والدبلوماسية لفتح الباب أمام السلام".
وأردف قائلاً: "نأمل أن نبدأ بدايات جديدة في المرحلة الجديدة، ونصل إلى عالم تنتهي فيه كل الصراعات والحروب".
كما لفت أردوغان إلى أن "بعض الأطراف لا يزال يحاول التخطيط لأشياء سيئة، نحن قطعنا العلاقات التجارية مع إسرائيل. وفي المستقبل، سنواصل طريقنا بقطع علاقاتنا مع إسرائيل قدر الإمكان بشكل كلي".
وقال: "لن ينتهي عملنا لعرض الفظائع التي ترتكب في غزة، وسنعبّر عن القمع الإسرائيلي وانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي في كل فرصة، وحتى لو نسي الجميع مجازر غزة وصراخ الأطفال والأمهات، فإننا لن ننسى ولن نتركهم ينسون".
وأكد أن "نتنياهو وعصابته سيحاسبون على أفعالهم، نحن نلاحقهم، ولن نتركهم من دون أن يحاسبوا على جرائمهم، تحاول تركيا حشد كل ما في وسعها من أجل إخواننا في غزة. وقد سلّمنا حتى الآن أكثر من 85 ألف طن من المساعدات الإنسانية لإخواننا وأخواتنا في غزة بدعم من السلطات المصرية".
وحول إنشاء ممر أمني على حدود العراق وسوريا ومكافحة الإرهاب في هذه المناطق، بيّن الرئيس التركي أنه لن يتغير شيء في الحرب ضد الإرهاب، "وسنواصل تصميمنا بالطريقة نفسها، وسيستمر كفاحنا في عمق 30-40 كيلومتراً كما هو".
وحول عرقلة عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لسنوات، أكد أنه "سنواصل مناقشة هذه القضية في اجتماعاتنا مع القادة (الأوروبيين) ونأمل أن نسعى جاهدين لتحقيق نتائج مفيدة".
وتابع: "نحن ملتزمون هدفنا المتمثل في العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، وقد اتخذنا وما زلنا نتخذ خطوات نحو تحقيق ذلك".
وحول التطورات الاقتصادية الأخيرة في تركيا وانخفاض معدل التضخم من 75% إلى 48%، ذكر أردوغان أن "التضخم الآن في هبوط مستمر، ولا ينبغي لأحد أن يشكك في هذا، شهدنا جميعاً هذا الهبوط في التضخم خلال الشهرين الماضيين".
وأضاف: "سوف يستمر هذا الاتجاه الإيجابي مع وجود سياسة مالية مستقرة وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية بالبلاد، بالإضافة إلى ذلك، ستؤثر الظروف الاقتصادية الخارجية والتطورات بالأسواق العالمية أيضاً في الوضع الاقتصادي في تركيا".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنّين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.