وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أصيب في المعركة أيضاً رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم، بجروح متوسطة، كما قالت الصحيفة إن الجيش قرر فتح تحقيق في دخول الرائد إيرليخ، الذي يعمل باحثاً جغرافياً، إلى لبنان مع القوات المقاتلة.
وأضافت: "يعتبر إرليخ، شخصية بارزة في دراسة أرض إسرائيل، وأحد مؤسسي المدرسة الميدانية في عوفرا (مستوطنة وسط الضفة الغربية كان يسكنها إيرليخ)، ومحرر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين"، و"أبحاث يهودا والسامرة" (التسمية التوراتية للضفة الغربية)".
وأشارت إلى أن إيرليخ، رائد في قوات الاحتياط، تطوّع للخدمة حتى بعد سن السبعين، لكنه دخل لبنان كمواطن، وعلى الرغم من ذلك، تقرر في الجيش الاعتراف به "شهيداً عسكرياً" وإقامة مراسم عسكرية له، وفق المصدر ذاته.
ودارت المعركة نحو الساعة 15:00 (13ت.غ) في نقطة عميقة نسبياً من العملية البرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، على بعد 5-6 كيلومترات من الحدود، في منطقة تطل على مدينة صور اللبنانية، وفق الصحيفة.
وأشارت إلى أن الباحث القتيل، وهو مستوطن أيضاً، وصل إلى المنطقة برفقة رئيس أركان لواء غولاني، وكان مسلحاً بسلاح شخصي ويرتدي زياً عسكرياً، لكنه كان هناك كمواطن لا كجندي.
وفي التفاصيل قالت الصحيفة: "بدأ الاثنان برفقة عدد من الجنود بمسح قلعة قديمة بالقرب من مسجد في نقطة عالية على التلال، دون أن يعرفا أن اثنين من المخربين (مقاتلي حزب الله) كانا مختبئين هناك خلال الأيام القليلة الماضية".
وأضافت: "يبدو أن هدفهما كان اكتشاف منطقة ذات قيمة تاريخية في الحصن الواقع على الأراضي اللبنانية، لكن من الواضح بالفعل للجيش الإسرائيلي أن ظروف دخول المدني إلى النقطة كانت مخالفة للأوامر، وجرى تعريفها على أنها عملية خطيرة وغير لائقة".
وتابعت الصحيفة: "أطلق المخربان (المقاتلان) النار من مسافة قريبة، ما أدّى إلى مقتل إيرليخ والجندي الآخر. وأصيب ضابط آخر بجروح خطيرة، وأصيب العقيد ياروم بجروح متوسطة".
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قُتل 802 ضابط وجندي إسرائيلي، 377 منهم منذ بدء الاجتياح البري للقطاع في 27 من الشهر ذاته، وفق بيانات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يدرج المسن إيرليخ ضمن حصيلة القتلى على موقعه الإلكتروني.
وأصيب 5 آلاف و383 عسكرياً إسرائيلياً، بينهم ألفان و440 بالمعارك البرية، وفق موقع الجيش الذي يواجه اتهامات محلية بإخفاء حصيلة أكبر لخسائره بغزة ولبنان، ضمن حرب نفسية وحفاظاً على معنويات الإسرائيليين.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان أبرزها حزب الله، بدأت غداة شنّ إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 148 ألف فلسطيني، وسّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالاً عن 3 آلاف و516 قتيلاً و14 ألفاً و929 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو مليون و400 ألف نازح، وسُجل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الاثنين.
ويومياً يردّ حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقارّ استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.